حقوق المرأة .. وشماعة المجتمع الذكوري

admin

«محمد عبده»

حقوق المرأة عنوان شامل لقضايا شائكة ومختلفة ، وضع على رأس آلاف الصفحات التي احتوت مقدماتها على أن المرأة تعاني من ظلم وقهر وعنصرية ، وأنها مجردة من الحرية .
وشملت في محتواها شتى صنوف الاضطهاد الممارس على المرأة ، من بيئات مختلفة (البيت ، العمل ، الشارع ، الدوائر الحكومية ) وكتبت العديد من الآراء بعضها متوافق وبعضها متضارب وكلها في الآخر تصب في بحر المطالبة بحقوق المرأة المغلوبة على أمرها .
وتزينت معظم هذه الصفحات في خاتمتها بأن السبب فيما يحصل للمرأة من ظلم وجور وقهر واضطهاد هو المجتمعات الذكورية التي تفاضل الذكر على الأنثى في كل المجالات .
بعض هذه المطالب ربما تكون مشروعة وصحيحة ، ولكن غالبها هو صيحات دفاعية الهدف منها تغطية العجز والفشل الذي يحدث جراء قصور في الطموح أو كسل عن المشاركة الفعالة ، من بعض المتباهيات بأمكاناتهن الخارقة ، وأنهن لولا ظلم المجتمع لجعلن العالم جنة ، وأن الحكمة في عدم مبادرتهن هي أن الزراعة في الأرض البور لا يرجى منها ثمار ، وهن في الواقع ليست سوى حالمات لا تتعدى أحلامهن طرف الوسادة التي لا يتمنين النهوض عنها .
وليس أدل على ذلك من نبوغ الكثير من السيدات العاملات بصمت واجتهاد ونكران ذات ، حتى وصلن لأعلى المراتب وقدمن للعالم انجازات تحار منها العقول ، تقدمن في هذه المجتمعات بخطى ثابتة ونية صادقة من أجل تحقيق أهداف سامية دون الالتفات للمعوقات ، أو البحث عن أعذار مسبقة للفشل ، ربما وجدن في طريقهن لتحقيق ذلك آلاف العقبات ، ولكنها لم تثبط من هممهن ، أو توقف مسيرة التقدم ، فعزيمة الفرد على تحقيق النجاح ليست مرهونة بوقوف المجتمع كله في صفه يصفق له ويدفعه إلى الأمام .
فكم من امرأة في عالمنا العربي اليوم حققت مالم يحققه الرجال في العالم اجمع ، هل واجهن تلك المشاكل الذكورية أم أن حراس بوابة المجتمع الذكوري سمحوا لهن بالمرور بواسطة ؟.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *