[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

لا أظن حيّا من أحياء جدة يخلو من عثرات شركات (احفر – وادفن ) ولذلك يتعين علينا – نحن سكان هذه المدينة – أن نهيئ أنفسنا لهذا الكوكتيل الفريد من الحياة , الذي نكاد ننفرد به عن كثير من بلاد العالم .
دعوني أروي شيئا هنا .. فقد رأيت وأنا في طريقي الى عملي يوميا , رأيت معدات (الامانة ) وقد فرغت من سفلتت شارع داخلي , ولمحت وجوه الجيران تتهلل بالبشر والحبور , بعدما انتظروا ( المشروع العظيم ) عدة سنوات .. فيما كنت أنا منقبضا , كان لدي احساس بان شركات (احفر – وادفن ) ستنقض على المكان لا محالة .
وبالفعل صدق حدسي , فبعد زمن وجيز لم يزد عن أربعة أيام فقط , أنشبت معدات شركة الكهرباء أظافرها فوق جسد الشارع , وشقت فيه اخدودا ثم دفنته , وما زال حتى اللحظة من دون اسفلت , أي أنه تحول إلى ( مطب ) نتخبط فوقه , وبذلك عدنا نحن العابرون للشارع الى المربع الاول من جديد (و يا فرحة ما تمت ).
ويبدو أن شركات (احفر – وادفن ) عزّ عليها أن نهنأ بشارع مريح ( مثل المراية ) ولو لبضعة أشهر , فـ ….. كان ما كان .. وهذا في الواقع مثال صغير من أمثلة كثيرة أخرى تجري في عدد من الأحياء السكنية بجدة , ليس اليوم وحسب ولكن منذ سنوات بعيدة .
السؤال الحانق الذي يفرض نفسه : أين الرقابة على هؤلاء , أين الحرص على ( البنية التحتية ) .. أين التكاملية في تقديم الخدمات , أين التنسيق بين الجهات الرسمية والاهلية , ألهذا الحد ما زالت امورنا الخدمية مهلهلة ؟ .
ثم هل يصح حقيقة أن البلدية تسفلت اليوم , ثم بعد أيام قليلة تقوم شركة الكهرباء مثلا بحفر نفس الشارع , ثم بعد شهر الهاتف , ثم بعد ذلك المياه , ثم من بعدهم الصرف الصحي , وهكذا دواليك .. حتى أن أحدنا يظل يضحك من هذا الامر أكثر من ضحكه من فيلم كرتوني لتوم وجيري .
من المسؤول عن هذا العمل العشوائي , وعن أهدار المال العام , وعن ازعاج عباد الله بالمطبات والحفريات المتوالية , والتي لا تحدث غالبا في بلدان العام المتقدم , وإن حدثت تكون عند الضرورة القصوى , ويتم خلال 24 ساعة ردم الحفرية وإعادة الاسفلت بشكل صحيح 100 % , بينما الأمر عندنا هنا يحتاج لأكثر من شهر , وسط حالة من التلكؤ والمزاجية والاهمال .
وبقدر ما يكون أحدنا نحن المواطنين حانقا من ممارسات شركات (احفر – وادفن ) .. يكون حنقه أكثر من ديمومتها , ومن تواصلها مع السنين .. وكأننا أمة لا تتعلم من تجارب الايام , وليس لدينا عزيمة على سلخ هذه الحالة العجيبة عن ملامحنا ؟ .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *