حصاد عام 2012 في المجال البيئي

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]حسان التليلي[/COLOR][/ALIGN]

كثيرون هم الناشطون البيئيون الذين يرون أن أهم حدث عالمي جد عام 2012 في مجال البيئة هو هبوط عربة \” كيوريوزيتي روفر\” فوق كوكب المريخ في السادس من شهر أغسطس الماضي.
فهذه العربة التي أصبحت تتجول منذ ذلك اليوم على سطح الكوكب الأحمر وترسل بانتظام صورا عن إنجازاتها العلمية قطعت المسافة الفاصلة بين الأرض والمريخ خلال 8 أشهر للقيام بمهمتين اثنتين إحداهما علنية والأخرى سرية.
أما مهمة العربة العلنية فهي البحث في عين المكان في علاقة المريخ بالموارد المائية. وأما مهمتها السرية أو تلك التي تسعى وكالة الفضاء الأمريكية إلى إخفائها فهي البحث عن إمكانية استغلال مصادر الكوكب الطبيعية وبخاصة المعادن لتلبية حاجات الإنسان لاسيما في البلدان المتقدمة في مجال الطاقة.
ولا بد من التذكير هنا بأن مشروع هذه المهمة بدأ يتبلور بشكل جاد لدى الأمريكيين يوم نزول الإنسان الأمريكي على سطح القمر في يوليو عام 1969.بل إن كثيرا من خبراء الفضاء الأمريكيين يعملون منذ عشرات السنيين في شركات همها الأساسي هو معرفة سبل الاستفادة من موارد القمر الطبيعية .
ونظرا لسياق هذا المقال وعلاقته بأحداث 2012 نذكر بأن نايل أرمستروتغ أول إنسان وطئت قدماه تربة القمر في 21 من شهر يوليو عام 1969 توفي يوم 25 من شهر أغسطس –آب الماضي . وكانت العلاقة بين الموارد المائية والطاقة جزءا هاما من القضايا التي ظلت تشغل باله في خريف عمره.
والحقيقة أن هذين البعدين المتصلين ببعضهما البعض أي الموارد المائية والطاقة طبعا غالبية الأحداث البيئية التي حصلت 2012 على المستويات الدولية والإقليمية والوطنية والمحلية.
فعلى الصعيد الدولي مثلا انعقدت مؤتمرات دولية هامة طرحت خلالها بإلحاح طريقة استغلال الموارد الطبيعية استغلالا رشيدا ولكنها لم تسفر عن نتائج هامة في مجال التعاون الدولي البيئي. ومنها\” قمة ريو زائد عشرين \” حول التنمية المستدامة والمنتدى العالمي للمياه وقمة الدوحة حول التغيرات المناخية.
ففي ريو أقرت الأسرة الدولية بضرورة إرساء الاقتصاد الأخضر وبواجب الانسان تجاه حقوق الطبيعة ولكنها لم تتخذ إجراءات عملية لتطوير منظومة الاقتصاد الأخضر ولوضع حد لهدر الثروات الطبيعية. وفي مرسيليا حيث عقد المنتدى العالمي للمياه تأكد أن الحفاظ على المياه من التلوث ومن الهدر ممكن ولكن الأسرة الدولية لم تتوصل إلى إعداد آلية فاعلة لمساعدة المحرومين من الماء في العالم في الحصول على الحدود الحياتية الدنيا منه.
وفي الدوحة اتفق على إطالة عمر بروتوكول كيوتو حتى عام 2020 . ولكن البلدان التي التزمت بهذا الاتفاق تعد على أطراف أصابع اليد الواحدة ولا تنتج في أقصى الحدود اليوم إلا 15 في المائة من الغازات المتسببة في ظاهرة الاحتباس الحراري.
وعلى الصعيد الإقليمي العربي، يشكل المؤتمر السنوي الذي عقده المنتدى العربي للبيئة والتنمية في بيروت يومي 29 و30 من شهر نوفمبر الماضي أهم الأحداث العربية البيئية لأنه سمح بصياغة أول أطلس إقليمي في العالم يحدد بدقة بصمات العرب البيئية.
وقد طغى الجانب السلبي من خلال معالم هذا الأطلس على الجانب الإيجابي. فهل يقلب 2013 هذه المقاربة؟ السؤال مشروع . ولكن تصرف العرب مع البيئة يدعو للتشاؤم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *