حشو المناهج مازال قضية لم تحسم

• بخيت طالع الزهراني

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

** نحن الآن على مشارف نهاية العام الدراسي ..
** وأظن أن من أهم القضايا المحورية أمام وزارة التربية والتعليم هي قضية تطوير المناهج , وهي القضية التي لا يجب أن تتوقف , بل يتعين أن تكون عملية مستمرة , ترعى أول ما ترعى ملاحظات الميدان التربوي عليها بعد تجربة عام دراسي كامل .
** ذات مرة قلت عن هذه القضية .. (كأنك يابو زيد ما غزيت) هذا المثل العربي ينطبق على المقررات الجديدة فالمناهج الدراسية التي تم تطويرها ودخولها الخدمة في العام الدراسي الحالي 31 – 1432هـ .. مازالت تحمل أرتالا من الحشو , الذي طالما حذر منه التربيون طويلا.
** وبصراحة مازالت المقررات الدراسية تقدم معلومات لا يحتاجها الطالب ولا زالت صيغة وأسلوب عرض المعلومة لكثير منها هي – هي منذ كنا طلابا على مقاعد الدراسة.
** الموجود الآن أمام طلابنا وطالباتنا صيغة مكتوبة بأسلوب أكاديمي , يمكن أن يصلح لباحث تجاوز عمره في الأربعين لكنها بكل أمانة لا تصلح لأطفال أو حتى طلاب شباب يحتاجون معلومة مكتوبة بأسلوب شيق , جذاب , ومبسط .
** الناس يتساءلون أيضا أين وزارة التربية عن استقطاب مؤلفين يفهمون نفسيات وحاجات الجيل الجديد , وبالتالي يخاطبونهم بما يناسب عقولهم ومداركهم , وبما يناسب حياة اليوم ومتغيراتها ؟
** السؤال الذي أراه يتكرر أمامي ما هذا يا وزارة التربية ؟ والى متى ستتكرر صدمتنا ؟ فكلما تفاءلنا بأن المقررات الجديدة القادمة ستكون أحلى وأجمل وأفضل , نُصدم ونعود إلى المربع الأول من جديد ؟
** يأيها الإخوة هل يصح أن نعجز كل هذه السنين عن تأليف كتب دراسية , تناسب حاجات طلابنا , وتفي بالغرض دون زيادة مزعجة , أو نقص مخل ؟.
** في بلد مثل روسيا كما قال لي الدكتور دخيل الله الصريصري إنه يشترك في تأليف المناهج هناك , ثلة كبيرة من التربويين – معلمين معلمات – من أصحاب الخبرة الطويلة على رأس العمل , وكذلك ثلة من المتقاعدين ومعهم عدد من آباء الطلاب , والأكثر مفاجأة أن من بين المؤلفين هناك أمهات للطلاب .
** ذلك الخليط من المؤلفين لابد أن ينجح بامتياز , ويقدم كتبا دراسية جيدة تفي بالغرض وتحقق الأهداف والاستراتيجيات , لان هؤلاء هم أهل المهنة , القريبون منها , بل الواقفون في محرابها .
** بعضنا يندهش عندما يرى بعض الطلاب في نهاية العام , وهم يقذفون كتبهم بجانب جدران المدارس , في صورة مبتذلة وغير حضارية .
** ولم نسأل أولئك الطلاب لماذا يفعلون ذلك ؟
** فقط ننتقدهم ولا نقترب من نفسياتهم لنعرف السبب الحقيقي لتمردهم ذاك على كتبهم , فلعلهم ( لم يجدوا أنفسهم ) في الكتاب المدرسي , ولم يكن المقرر قريبا منهم , ولا متفقا مع ميولهم , ولذلك لم يحبوه , ولو حبوه لاحترموه أظنهم فقط أُجبروا عليه , ولذلك تصرفوا معه على سجيتهم , وبكل صدق وعفوية .
** الحقيقة الآن أن كثيراً من المعلمين والمعلمات وأولياء أمور الطلاب – يضجون من المناهج الجديدة , ولكم أن تسألوهم ؟ .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *