حساب الأرباح والخسائر في الاتفاق النّووي
يختلف حساب الأرباح والخسائر لكل ذي علاقة بالاتفاق النووي سواءً الحاضرين في طاولة المفاوضات أوالمغيّبين عن طاولة المفاوضات كدول الخليج وتركيا وإسرائيل . ولهذا تتباين الآراء عند كل جانب وفقاً لحساب الأرباح والخسائر حتى أصبح البعض يتوهم بأن هناك تناقضا بين ما يقال عن الاتفاق ويشك في وجود بنود سرية وغير ذلك نتيجة اختلاف الحسابات والنتائج عند كل طرف من أطراف العلاقة وخاصة دول المنطقة . فإذا نظرنا لحساب الأرباح والخسائر من الجانب الأمريكي نجد أن الاتفاق النّووي حقق العديد من المكاسب فقد ساعد الديموقراطيين وحكومة أوباما على الدخول للانتخابات الرئاسية بمنجز مهم على الصعيد الدولي : أولا: فقد أقرت إيران بموجب هذه الاتفاقية إنتهاكها لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية ، وثانيا:إخضاع إيران لتعديلات هائلة في بنيتها النووية والتزامها بتوضيح وإطلاع الأطراف على أبحاثها النووية ، وكذلك الحق للوكالة الدولية للطاقة الذرية إجراء عمليات تفتيش أوسع نطاقاً وأكتر عمقاً. ثالثا: إبعاد أمريكا عن الخيار العسكري أو القوة وما يعنيه ذلك من كلفة على الخزينة الأمريكية ماليا واجتماعياً، كما يحقق هذا الاتفاق انتصاراً شخصياً للرئيس أوباما ينهي به دورته الرئاسية بمنجز تاريخي. وأما حساب الخسائر بالنسبة لأمريكا فهو ضئيل إن لم يكن معدوما بل ويحقق هذا الاتفاق نفعاً من الناحية الجغرافية الإستراتيجية ، ومحفزاً للعلاقات الإقليمية التي تصب في مصلحة أمريكا وحلفائها الغربيين. وحساب الأرباح كبير لإيران يتمثل أولا: عودتها للمجتمع الدولي وأن تصبح دولة طبيعية . ثانيا: الهروب من مسؤوليتها الدولية عن انتهاك معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية . ثالثا: استعادة أموالها المجمدة والاستفادة من مرحلة تخفيف العقوبات الدولية وكذلك الاحتفاظ ببنيتها النووية حتى بعد التعديل الذي سوف يطرأ على بنيتها النووية. وأما حساب الخسائر بالنسبة لإيران فكبير فقد أصبحت بموجب هذه الاتفاقية دوليا غير مكتملة الأهلية. ثانيا :بقاء العقوبات الأمريكية الخاصة بالإرهاب ، والتزام إيران بموقع تخصيب واحد. وعمليات تفتيش خاصة باليورانيوم لمدة 25 عاماً وعدم بناء أي منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم لمدة 15 عاماً ولن تتمكن ايران من انتاج قنبلة نووية. ولا شك أن هناك العديد من الخسائر على جانب التسلح والسلاح. إسرائيل تعتبر كاسباً كبيراً من هذا الاتفاق النووي فبموجب هذا الاتفاق أصبحت اسرائيل القوة النووية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط واستغنت عن استخدام القوة لمنع إيران من أن تصبح دولة نووية . وأما صراخ اسرائيل واعتراضها على الاتفاق فهو بهدف ابتزاز الولايات المتحدة مالياً والحصول على أسلحة نوعية وغير ذلك من الأرباح التي احترفت إسرائيل في الحصول عليه من الولايات المتحدة الامريكية . وليس هناك أي حساب خسائر في نظري لإسرائيل من الاتفاق النووي.
اما بالنسبة للمملكة العربية السعودية ودوّل الخليج فيختلف حساب الأرباح والخسائر من دولة لأخرى ، يستوجب أفراد موضوع لها ، وعلى العموم لقد تحقق لدول الخليج العديد من المكاسب ، فضلاً عن مكاسب يمكن تحقيقها من هذه الاتفاقية وخاصة إذا طالبت السعودية حلفاءها بحقوقها المشروعة ليس فقط من خلال تزويدها بالأسلحة النوعية بل بالإقرار بنفوذ ومصالح السعودية الإقليمية والجغرافية والحصول على ضمانات دولية مكتوبة وواضحة وغير قابلة للتحريف أو التفسير.
التصنيف: