د.علي محسن السقاف

يقول العرب من ألف فقد استهدف والمعنى ان من تعرض للكتابة والتأليف فقد اصبح هدفا للتقريع والتوبيخ وقد تعرضت شخصيا قبل سنوات لهجوم عام من بعض الممرضات الكريمات بعد لفظة لم احسنها وعبارة لم اعنيها فذهب بهن التأويل لمقالي والتهويل لكلامي شأوا بعيدا، وكما يقول العرب ليس كل قائل يسلم ولا كل سامع ينصف فتعرضت منهن لهجوم ضار هو من الحقيقة عار وتبرع عدد منهن بوصفي على الانترنت بأشنع الاوصاف واخس الصفات مع انني من أكثر الناس إنصافاً، لهن وصدقت امثال العرب التي تقول رب دم سفكه فم ورب انسان قتله لسان ورب حرف اودى الى حتف.
وقد قابلت كاتباً صحفياً غاضباً بعد ان وصلته رسالة وصفه كاتبها بالحشرة فهونت عليه المسألة وقلت له لا تغضب فما دام ان الراسل لم يحدد نوع الحشرة فلم تثبت الشتيمة بعد فالنحلة حشرة وهي تخرج من بطنها عسلاٍ صافياً فيه شفاء للناس والنملة كذلك حشرة وهي دؤوبة ومثابرة وحكيمة وقد ذكرت الاثنتان في كتاب الله الكريم والفراشة حشرة ولكنها جميلة الشكل زاهية الالوان حتى انهم يسمون الممثلات الجميلات بفراشات السينمات لهذا فإني اعتقد ان هذه الكلمة قد خرجت من باب الشتم ودخلت باب المديح وبالطبع لم اذكر له الامثلة التى تقول اجهل من فراشة واحرص من نمله حتى لاينتكس صاحبى بعد المداراة والموراة.
ولقد اقتنع صاحبى بكلامي وخف غضبه وهدأت اعصابه لولا أنه تلقى في الاسبوع التالي رسالة اخرى وصفه كاتبها بالحيوان فانفجر في داخله البركان فهونت عليه المسألة واوردت له بعض ما ذكره الدميرى في حياة الحيوان وقلت له ان واحداً من اكبر الكتاب المصريين لقبه الحيوان فهدأ صاحبي واستكان ولكن لم يمض اسبوع على التهدئة حتى وصلته رسالة شتم جديدة لم تنفع في تخفيفها ثقافتي ولا كتبي فلم ازد على تذكيره بأن ترك الجواب على الجاهل جواب وقلت له: كن كما قال حاتم الطائي الذي يقول:
ومامن شيمتي شتم ابن عمي
وما انا مخلف من يرتجينى
وكلمة حاسد في غير جرم
سمعت فقلت مري فانفذيني
ولكنني نصحت هذا الكاتب القدير باعتزال الكتابة والتعبير حتى لايصيبه من الشتم مرض خطير.
ولقد اتفقت مع افراد اسرة كاتبنا المحبوب ان نرسل له قصاصات المديح باسماء قراء وهميين لعلها تخفف من عذابه وتشفى مصابة فكتبت له (كلامك ارق من سجع الحمام ودمع الغمام) وكتب آخر (انت اشعر من البحتري واروي من الاصمعي وابلغ من عبدالحميد) فشفت هذه الرسائل عليله وبلت ريقه واستلت من جوفه حريقة الا ان مانخشاه هو ان تشجعه المدائح الوهمية على العودة للكتابة الصحفية فيتكرر من قرائه الشتم والتهديد وتعود المشكلة من جديد.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *