حديث صحفي لا يتكرر مع وزير الداخلية

• خالد محمد الحسيني

لا اعرف كيف فاتني ان اذكر في كتابي “حياة في الصحافة والتربية” والذي صدرت طبعته الاولى في 9 / 4 / 1435هـ والثانية في 14 / 6 / 1435هـ عملاً صحفياً لا يمكن ان يتاح ويتكرر بل ان “الفرصة” كانت نادرة مع مسؤول كبير جداً جداً.. ورغم علاقتي الطويلة بلقاءات وجولات صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله خاصة وكنت الصحفي الوحيد الذي رافقه في جولات الحج لمدة 36 عاماً متواصلة من 1397هـ – 1432هـ الا انني وجدت نفسي في حفل خاص على شرفه بحضور عدد قليل من المدعوين والأمر المهم عدم وجود صحفي او اعلامي في الدعوة.. كان ذلك في اواخر شهر رمضان من عام 1429هـ عندما دعاني فضيلة الشيخ فراج علي العقلا مدير عام هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة رحمه الله لحفل سحور للأمير وحضرنا قبل حضور الامير في منزل الشيخ في مكة المكرمة “العوالي” وحضر الأمير وهيأت نفسي ان اتحدث معه وأنا انظر خوفاً من وجود صحفي او وسيلة اعلامية وتهيأت الفرصة “الذهبية” عندها حرصت ان اكون على المائدة التي جلس عليها الامير بحضور عدد قليل لا يتجاوز الثمانية اشخاص اذكر منهم الداعي رحمه الله ومعالي د. راشد الراجح والشيخ علي مديش رحمه الله وأمكن لي سؤال الامير في حالة نادرة وقررت ان اسأل الامير وانفرد بالحديث لـ “البلاد” وجهزت نفسي ان استمع لاجابة الامير دون تسجيل كتابي او استعمال مسجل وقد علمتني التجربة ان التعود على التركيز والاعتماد على الذاكرة يمكن الانسان من استعادة الحديث خاصة اذا كان مع شخصية مهمة ثم ان استعمال الورق او جهاز التسجيل غير لائق ومن نستمع الى الامير يتحدث اثناء تناول طعام السحور وبقيت اكثر من ساعة استمع للامير وواجهتني مشكلة مع بعض الحضور على المائدة والذين يتداخلون بأسئلة او مطالب تُخرج الامير من اجابة اسئلتي الا انني بمعرفة سابقة لسنوات مع الامير نايف استطعت ان اطلب منه بطريقة مناسبة العودة لاسئلتي وهو ما عرفته عنه رحمه الله بلطفه وتقديره للصحفيين وشعرت بالسرور وقد رصدت اجابات تكفي لصفحة كاملة وحمدت الله إذ لا يمكن ان يتواجد الأمير نايف في حفل ولا يحضره عدد من الاعلاميين مهما كان وفي اي مناسبة وبقيت حتى غادر الامير وودعناه مع الشيخ فراج وحضور المناسبة وعدت الى منزلي وبقيت لأكثر من ساعتين اتذكر ما قاله الامير وفعلاً سجلت اكثر من ثماني صفحات واعددت الحديث للنشر.. وواجهتني مشكلة اخرى وهي ان البلاد لا تعمل اخر ثلاثة ايام من رمضان واكثر من اسبوع بعد العيد وبقيت اتابع الصحف وانا اخشى ان يتحدث الامير في مناسبة او تجري معه صحيفىة حديثا او تنشر حديثا مُعدا للنشر مما يؤثر في نشر حديثي لاسباب حديث الامير حتى ولو كان الحديث في مجال آخر لان نشر حديث خاص لشخصية مثل الامير نايف يحقق للصحيفة عملا صحفياً مميزاً وفي يوم السبت 11 شوال 1429هـ وعلى كامل الصفحة الثالثة مع عناوين رئيسية في الصحفة الاولى نشر الحديث في “البلاد” وحمدت الله على فضله وهذا الحديث من الاحاديث الفريدة والمواقف الصحفية النادرة والتي لا تتكرر لشخص اكثر من مرة في حياته الصحفية وفعلا كان حديثا صحفيا لا يتكرر مع وزير الداخلية وللبلاد فقط ..رحم الله الامير نايف والشيخ فراج العقلا ولازلت اذكر هذا الحديث ومناسبته وظروفه عندما يكون الصحفي وجها لوجه مع وزير الداخلية بعيداً عن مسجلات ومذكرات واعين واذان من ينافسه في المهنة والحمد لله على فضله.
آخر الكلام
موقف اخر حصل بعد وفاة الامير نايف رحمه الله وهو يشابه موقف الانفراد بالحديث لكنه في ظروف غاية في الصعوبة اذ استطعت ان التقط بجوالي الخاص صورة من داخل المقبرة في مكة المكرمة اثناء مواراة الامير غفر الله له رغم حساسية الموقف ومنع التصوير وانفردت البلاد بالصورة ونشرت على الصفحة الاولى في الجزء الاعلى في العدد الصادر يوم “الثلاثاء” 29 رجب 1433هـ 19 – يونية – 2012م. لازلنا وزملاؤنا في تلك الفترة نذكر لقاءات وجولات الامير رحمه الله والقيادات آنذاك سواء المدنية والعسكرية خاصة في السنوات الاولى عندما كان العمل الصحفي مرهقا جداً في ظل غياب توفر المعلومة الصالحة للنشر وصعوبة البحث عنها وندرة رسائل الاتصال ونقل الصور وهو ما اتيح من سنوات وساهم في تسهيل مهمة الصحفي.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *