[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم مصطفى شلبي[/COLOR][/ALIGN]

بالأمس استقبلنا رمضان ضيفا عزيزا غاليا وتشبعت نفوسنا بكريم فضائله واستشرفت النفس المؤمنة عبق روحانياته العظيمة وسمت نفوسنا عن الصغائر وتجردنا من الماديات والقشور وصغائر الأمور وتذوقنا طعم السعادة الحقيقية واشتدت قلوبنا تعلقا وتقربا إلى الخالق عز وجل وهاهو رمضان يلوح لنا مودعا ولسان حاله يقول هنيئا لمن صام وقام وتصدق وصلى وأطعم الطعام هنيئا لمن وصل الأرحام فاللهم اجعلنا عُباد الرحمن ولاتجعلنا عُباد رمضان .
من أخلاقيات السلف الصالح وأقوالهم رحمهم الله
كان شيخ الإسلام ابن تيمية يترفع عن الإساءة لمن أساء إليه بل ويقابل الإساءة بالإحسان
فقد جاءه يوما من يبشره بوفاة ألد أعدائه ويقصد به من سجنه وأذاقه صنوف العذاب فنهره واستنكر قوله واسترجع وتحول وهرع على الفور إلى بيت أهله معزيا أولاده وقال : إني لكم مكان والدكم ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه .
قال ابن القيم رحمه الله
إيثارُ رضا الله على رضا غيره وإن عظمت فيه المحن وثقلت فيه المؤن.
وإيثار رضا الله عز وجل على غيره، هو أن يريد ويفعل ما فيه مرضاته، ولو أغضب الخلْق، وهي درجة الأنبياء، وأعلاها لِلرسل عليهم صلوات الله وسلامه. وأعلاها لأولي العزم منهم، وأعلاها لنبينا صلى الله عليه وسلم.
رجاء حار إلى بنوكنا المحلية وشركاتنا الوطنية ونحن في شهر التكافل والتراحم أن تعفي المقترضين من دفع القسط الشهري وتأجيله إلى مابعد رمضان لتخفيف الأعباء عن كاهل أرباب الأسر في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة وموجة ارتفاع الأسعار التي انهكت الجيوب خصوصا أن التزامات هذا الشهر مضاعفة فكسوة العيد تلتهم جزءا كبيرا من رواتب محدودي الدخل ولو تم هذا الأمر ستعم الفرحة وتغزو قلوب أكثر من عشرة ملايين مواطن وسيقابل هذا الأمر بامتنان كبير ويكون هذا الإجراء مشاركة في أفراح المواطن والوطن بالعيد السعيد وبالذكرى الغالية على قلوبنا ذكرى يومنا الوطني الخالد امتثالا لقول الحق تعالى: ((فإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة)) فهل تتجاوب مؤسساتنا المالية والوطنية مع هذا المطلب الملح ؟ نتمنى أن يجد هذا الاقتراح دعماً وتشجيعاً من قبل مؤسسة النقد و معالي محافظها ومن الغرف التجارية وأمنائها الأفاضل فهل هم فاعلون ؟
وقفة
من شعر الشاعر الإسلامي الكبير محد إقبال
إذا الإيمان ضاع
فلا أمان ولادنيا لمن لم يحيي دينه
ومن رضي الحياة بغير دين
فقد جعل الفناء له طريقا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *