حجز الأماكن في الروضة الشريفة

• علي محمد الحسون

•• هل صحيح ما يتردد في بعض مجالس المدينة المنورة همساً بأن هناك من يقوم بحجز مكان له في الروضة الشريفة خلال هذا الشهر عن طريق استئجار احدهم بأن يقوم هذا – الاحدهم – بالجلوس في المكان المخصص طوال الوقت الى ما قبل الاذان بنصف أو ربع ساعة فيأتي هذا متخطياً كل المصلين ليقف ذلك الحاجز للمكان وينسحب يجلس هو بدلاً عنه.
إن صحت هذه الرواية فانها دليل كاف على أن من يقوم بها يرتكب بهذا العمل أقل ما يقال عنه أن فيه كثير من الصلف.. بل هو أكثر من التعدي على الآخرين.. بل أن حرصه على التواجد في تلك الأماكن ما هو إلا باب – التمظهر – بانه من أصحاب القيمة الدينية التي يحرص عليها.. الورعون.. وإلا كيف أجاز لنفسه هذا التصرف.. في حجز مكان – ما – في داخل المسجد والذي هو حرم لمن سبق فإذا كانت مواقع كعرفة ومنى متاحة لمن سبق فالمسجد هو ايضاً متاح لمن سبق واتى مبكراً.
لا أنسى ما ذكره لي أحد الأصدقاء عن ذلك المشهد العجيب الذي شاهده في المسجد النبوي الشريف قبل سنوات مضت عندما قال لقد كنت ذات يوم جمعة ونحن نستمع الى خطبة امام الجمعة بصوته المميز فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن صالح والمسجد مكتظ بالمصلين وكلهم اذان صاغية لتلك الخطبة وإذ بأحدهم يدخل من باب جبرائيل متخطياً رقاب المصلين الى أن دخل الى مكان محدد في الروضة الشريفة وإذ بأحدهم يقف منسحباً من ذات المكان ويجلس ذلك القادم لتوه متزيناً بمشلحه الابيض عندها يقول ذلك الصديق عرفت أنه كأنه أراد ان يلفت إليه نظر المصلين له ولقيمته الاجتماعية التي كان يعيشها.
إنها النفوس العجيبة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *