حتى تصبح شخصا غير مرغوب فيه
المعادلة أعكسها اليوم لأني لاحظت _وربَما أكون واهمة_ أن بعض الناس مما يبدو لي حتى لو كان هدفهم في الاتجاه الصحيح، لكنهم يعملون في الاتجاه المعاكس. نتفق أنا وأنت على أننا نشعر بالرَاحة من جراء حب مجتمعنا لنا وتقبله لسلوكياتنا وأشخاصنا مهما كان ذلك صعبا، قد لا يكون غايتنا ولا أكبر اهتماماتنا، لكنه حتما إن وجد فهو يبعث على الراحة والرضى. أما بخصوص العوامل التي من شأنها أن تجعل منَا أشخاصا مرغوبين أو منبوذين، فيختلف فيها كل إثنان بما فيهم أنا وأنت. وبما أن هذه زاويتي سوف أستغلها لأختصر لك ما هو _في رأيي الشخصي_ أسهل وأقل ما يمكنك فعله لتغدوا شخص غير مرغوب فيه في محيطك في وقت قياسي وبدون أن يصلك علم:
• قدِم النصيحة في كل فرصة تجدها طلبت منك أم لم تطلب، وتظاهر _حتى لو لم تكن فعلا تعتقد ذلك_ بأنك الأحكم والأعلم والأفهم، سواء لأنك أكبر سنا أو أقدم علما أو أكثر شهرة أو الى المفتي أقرب. ثم ارسم ابتسامة الثِقة والنصر على شفتيك وأنت تختم نصائحك الثمينة.
• ألغ موعدك مع أهلك أو أقربائك أو أصدقائك في نفس اليوم، حتى لو لم تكن لديك حالة طارئة، من قال أن كسلك أو تبديل رأيك ليس بحالة طارئة، يكفي أنها أعذار مقبولة بالنسبة لك، ولكن مع ذلك جامل من ألغيت موعدك معهم بعذر مقبول بالنسبة لهم كتعرضك لوعكة صحية شديدة. لا تأبه بالمواعيد التي قد يكونوا ألغوها باكرا أو أجلوها ليلتزموا بموعدهم معك أو استعداداتهم وتجهيزاتهم فذلك شأنهم وحدهم.
• قم بكل ما يلزم لزيادة حسناتك حتى لو كان في ذلك إيذاء للناس، المهم أنت، والأهم حسناتك التي تفترض أنها تتضاعف بما تعمل. فمثلا لا تتردد في أن ترسل لكل من تملك عناوين الإتصال بهم رسائل الدعوة والإرشاد والقصص والمواعظ كل يوم و ليل نهار وظهرا وعصرا، وإن اعتبروها أذيَة، فأكرر هذا شأنهم وتذكَر أنها مجانيَة لا تكلفك شيئا سوى وقتك الذي لا تستكثره في سبيل تجميع الحسنات.
• أحضر أطفالك معك عندما تلبِي دعوة أحدهم سواء لمنزله أو لمطعم، حتى لو لم تتم دعوتهم وبدون سابق إنذار. وردِد بينك وبين نفسك “هم أطفالي ومن يدعوني يدعوهم وعليه أن يتحملنا معا والذي لا يعجبه ذلك فعليه أن يقرع رأسه في ستِين حائط” وامش واثق الخطا ملكا.
التصنيف: