حتى الدجاج
[ALIGN=LEFT][COLOR=royalblue] عبدالرحمن المطيري[/COLOR][/ALIGN]
كل شيء على هذه الأرض الطيبة قابل ثمنه للارتفاع إلا المواطن ! فما أن يخرج بجسده المليء بالرضوض والكدمات من معركة طاحنة أرغم على الدخول بها حتى يكتشف أن قدمه النحيلة قد انزلقت لتدخل في معركة أخرى هي سلسلة لحرب طويلة الأمد صنعها بدقة متناهية بعض الجشعين ممن يتغنون في المحافل الداخلية صباح مساء بوطنيتهم السرمدية وتتم الإشارة إليهم في جوازات سفرهم بأنهم ينتمون للديانة الإسلامية. يأتي فهم المواطن لتلك الحقيقة متأخراً كذر الملح على الجُرح فدرايته بما يجري من حوله لن تفيده شيئاً لأنه ليس صاحب قرار حتى ولو كان على الورق لعله بالحبر يشفي غليله في من ظلمه بل ستزيد هذه الحالة من مشاكله النفسية وقد يتعرض لمشاكل قلبية تدفع ثمنها الحكومة من خلال مكوثه طويلاً في المستشفى «هذا إذا حصل على سرير « ورغم أنه الطرف الأضعف المعلوم لدى الجميع خسارته قبل بدء تلك الحرب إلا أن المواطن سيواجه في معركة الدجاج هذه بعضاً من الأبواق التي ستحاول جاهدة إثبات حقيقة أن سعر الدجاج الحالي لا ذنب للشركات وأصحابها فيه وأن السبب الأول هو ارتفاع أسعار الأعلاف الذي بدوره أدى إلى ارتفاع سعر الدجاج في السوق دون أن تتعب تلك الشركات نفسها في توضيح الأمر للمستهلكين قبل البدء في طرح التسعيرة الجديدة التي تفاجأوا بها على أرفف المحلات التجارية . كل شيء في هذا العالم المجنون قابل للتغيير لكن قرارتنا لا يجب أن تأتي دون شرح لمن هم من حولنا لا سيما من تؤثر وتمس تلك القرارات حياته اليومية , أثبتت مشكلة الدجاج أيضاً أن بعض مسؤولينا يفتقدون للشجاعة الكافية للاعتراف بدور الجهات الحكومية المناط بها التصدي لهذه المشكلة أمام الجميع وظهر ذلك جلياً في الحوار الذي أجرته الزميلة الشرق الأوسط في عدد الخميس الماضي والذي حملت فيه وزارة الزراعة عن طريق مسؤولها القضية كاملة لوزارة التجارة وشاركت حماية المستهلك في تلك الحفلة من خلال إعلانها بأنها لا تمتلك في الوقت الحالي أي حل للمشكلة. ستكون اللجنة تلو الأخرى وسيرتفع سعر الدجاج أكثر و أكثر وسيزداد أصحاب تلك الشركات ثراءً والخاسر هذه المرة الوطن , فذلك المواطن الذي يعجز عن سداد إيجار منزله الصغير الذي يرفرف أعلاه علم اخضر لن يتردد في الدفاع عن هذا الوطن إذا احتاج له في يوم من الأيام.
twitter : @saudibreathe
[email protected]
التصنيف: