حتمية العودة وحرية الأسرى

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم مصطفى شلبي[/COLOR][/ALIGN]

تابعت باهتمام فعاليات الملتقى الثامن لفلسطينيي أوروبا ؛الذي عقد في العاصمة الألمانية برلين .وجاءت هذا العام تحت شعار (عودتنا حتمية ولأسرانا الحرية ).
وقد ضم هذا المؤتمر أكثر من أحد عشر ألف فلسطيني؛ وفدوا من مختلف الدول الأوروبية ؛بالإضافة إلى بعض الرموز السياسية الفلسطينية التي قدمت من فلسطين المحتلة .ومن أبرزهم السيدة فدوى البرغوثي زوجة المناضل الفلسطيني الدكتورالأسير مروان البرغوثي التي ألقت كلمة زوجها التي أعدها من داخل زنزانته في سجون الاحتلال .كما نقل المؤتمر وعبر الدائرة الإلكترونية عن بعد كلمة رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور عبدالعزيز الدويك.
والأمر الذي يثير الإعجاب هي الثوابت التي يتمسك بها فلسطينيو أوروبا رغم تقادم السنوات، فأكثر من ستين عاماً على النكبة لم تغير هذه السنوات ثوابتهم ولم تصهر الحضارة الغربية برفاهيتها ومغرياتها وطنيتهم وحنينهم إلى الوطن الأم؛ رغم تواتر أكثر من ثلاثة أجيال بعضهم لم ير فلسطين إلا على الخارطة وبعضهم لايجيد العربية بطلاقة ومع هذا فهم أكثر تشبثاً بالثوابت المقدسة وهي حتمية العودة إلى قراهم وبيوتهم التي يحملون مفاتيحها ويتوارثونها كابراً عن كابر ومن ثوابتهم أيضاً عروبة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية بكامل فلسطين تلك المقدسات التي ضمتها بين دفتيها الوثيقة العمرية الخالدة حين دخل الخليفة الفاروق رضي الله عنه القدس وتسلم مفاتيحها من بطرياكها . ومن ما يحمد لهؤلاء الفلسطينين في أوروبا هو سعيهم لكسب التأييد بقضيتهم العادلة وكشف بشاعة الاحتلال الصهيوني الذي يدعي حضاريته وديموقراطيته الزائفة .وقد نتج عن هذا العمل المبارك أن تكونت في أوروبا هيئات ولجان شعبية ورسمية لمناصرة القضية الفلسطينة العادلة وقدم هذا المؤتمر نماذج حية من الفعاليات الأوروبية المناصرة للقضية ،وقد تحدثت إلى المؤتمرين دكتورة ألمانية يهودية ونددت بفظاعة الإحتلال الصهيوني وطالبت بالانسحاب من كافة الأراضي المحتلة والعودة إلى حدود ماقبل عام 1967م .كما نادت بفك الحصار عن غزة وشعبها الأبي كما تحدثت نائبة في البرلمان الألماني ممثلة عن أحد الأحزاب الألمانية وطالبت بما طالبت به مواطنتها وقرنت القول بالفعل وأكدت أنها ستتوجه إلى غزة مع وفد ألماني مناصر للقضية ويحمل المساعدات في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع ،إن كل فلسطيني في الخارج مدعو لأن يكون سفيراً لبلده وشعبه وقضيته. وقد أقيمت خلال المؤتمر فعاليات تراثية اجتماعية قٌدم خلالها مقتطفات من التراث الفلسطيني الأصيل والموغل في أعماق التاريخ من أطعمة وملابس وفن تراثي أبهر الحضور بعد أن حاولت إسرائيل سرقة هذا التراث
إسرائيل تلك الدولة التي تسرق كل شيء الجغرافيا ،والتاريخ والأرض ،والشجر ،والحجر، والعادات والتقاليد العربية.
إن على سفارات فلسطين في خارج حدود الوطن القيام بفعاليات مشابهة حتى
تبقى القضية حية في الضمائر والعقول والوجدان .
إن هذا المؤتمر جاء في وقت حرج حيث تجري المفاوضات اللامباشرة بين السلطة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي وكأنما جاء المؤتمر ليؤكد للعالم بأن لاتفريط في الحقوق ولاتهاون في الثوابت ولاشك أن السلطة الفلسطينية تعي ذلك جيداً فما ضاع حق وراءه مطالب
وقفة
فلسطين يفدي حماك الشباب
فجل الفدائي والمفتدى
فلسطين تحميك منا الصدور
فإما الحياة وإما الردى

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *