حب المدح والاصغاء له
كل عاقل وكل مدرك يعلم كل العلم أن من نمَّ لك نمَّ فيك وأن من زود في مدحك في وجهك منافق وغير صادق فقط يتقرب إليك بمديحه المنظم والمقصود وخاصة إذا كنت ممن يهتم ويصغي إلى مثل هذا العمل الكذوب فمدح الرجل لا يكون في وجهه ولكن في مناسبات أخرى وبطرق مقبولة وقد قيل (افعل وغيرك يخبر). إن التمادي في قبول مثل هذا التصرف المذموم يجعل هذه الفئة تزيد وتكثر والمفروض الحد منها واحتقارها فثقة الإنسان في نفسه وكلما يقوم به ويؤديه يجب أن ينتظر عليه الأجر والمثوبة والمدح من الله سبحانه وتعالى ثم من كل صادق مع ربه أقول كل هذا بكل أمانة وانصح بعدم التصديق أو الانجراف حول وإلى مثل هذه التوافه.فهي تسعى في كل ذلك إلى الصيد في الماء العكر ليس إلا ثم تفرح وتتفاخر بما ذهبت إليه وأنها أي فئة النفاق والمديح وجدت ساحة مهيأة لايصال صوتها الشرس ودجلها إليها لا قدر الله وبالتالي فقد يحكم على المتلقي المؤيد بتركيب النقص كما يقال أعود فأكرر “إفعل وغيرك يخبر” ,ثقة الإنسان في نفسه وفي عطائه ووجوده في دنياه مؤشر ايجابي لا سلبي بقدر أفعاله وتوجهاته.. والجاهل قد تنطلي عليه هذه الأساليب ويغرق في احلام كاذبة وملفقة ومقصودة ومع كل هذا أعلم أن هناك من يستمع ويجامل في نظره غير مؤيد أو محب لمثل هذا العمل ولكنه محسوب عليه وقد لا يحس ولا يدري وهنا فالصراحة راحة ومطلوبة ومشكورة واضرب مثالاً حياً في هذا الصدد هناك من أئمة المساجد من يمتلك الشجاعة فيقول للمتخطي رقاب المصلين ليصل إلى الصف الأول “اجلس مكانك ودع تخطي رقاب الناس، وإذا كنت حريصاً على الصلاة في الصف الأول فأذهب إلى المسجد مبكراً وهناك الإمام المجامل وغير القادر على مثل هذا التوجيه السليم لكل جاهل.
أعني بهذا أن من يمدحني في وجهي وأمام من حولي واصدقائي فقط يجب أن يفعل ذلك في المكان والوقت المناسب ولا ينتظر بلوغ الخبر للمدوح أبداً لأنه قال كلمة الحق يرجو بها وجه الله تعالى ليحتذى ويقتدى بذلكم المسؤول أو المواطن المشهود له بفعل وعمل الخير دائماً وأبداً فشهود الله في أرض الله..والله أسال أن يجعلنا من أولئك الأخيار لا من الأشرار.
التصنيف: