[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

•• الذين يفهمون \” النقد \” في العملية الصحافية على أنه إعلان \” حرب باردة \” على الآخرين يغالطون ذواتهم .. لأن \” النقد \” غير \” الانتقاد \” هذا أولاً .. وثانياً فإنه بدون النقد لا يمكن للمسئول – أي مسئول – أن يعرف مواطن السلبيات في إدارته .. والتي يمكن للصحافة أن تساعده للوصول إليها مقرونة بالحلول والاقتراحات إن أمكن .
•• إن النقد الصحافي في مجمله يهمه أن يكون أميناً .. وقادراً على نقل الصور الإيجابية والسالبة في عدالة وصدق ومن غير مبالغات .. في محاولة لخلق المزيد من درجات العطاء الإبداعي , الذي يُحلّق بالجهود إلى مواقع متقدمة ,في سلم الإيجابيات.
•• إن الصحفي عندما يرى على سبيل المثال بعضاً من مدارسنا تقام في دور مستأجرة , لا تتوافق مع مواصفات البناء المدرسي الحديث , فإن من واجبه أن يطالب بضرورة تبديل ذلك الحال , دون أي مقاصد أخرى غير محاولة خدمة العملية التربوية والتعليمية .
•• وعندما تقول الصحافة لإدارات الاتصالات إن ثمة ضعفاً في الإنترنت , وفي شبكة الجوال وتداخل المكالمات , وتأخراً في مباشرة الصيانة , ومبالغة في رسوم الاتصالات ..
فإنها لا تقصد مناصبة العداء لتلك الإدارة , بل هو بهدف اطلاعها على بعض السلبيات التي يجب السعي لتلافيها .
•• وهكذا …. عندما يكون النقد الصحفي عن هؤلاء وأولئك من المرافق الرسمية أو الأهلية الأخرى ..
غير أن ما يثير الدهشة حقيقة أن نرى البعض وهو يتبرم .
فأولئك لا يعجبهم أن يروا نقداً لإداراتهم , ولا ملاحظات عن خلل عملهم .. ربما لأحد سببين ..
فإما أنهم يعتقدون أنهم فوق النقد ..
أو أنهم مقتنعون بأن عملهم كاملاً مكملاً لا شائبة فيه .
•• ورداً على أولئك الإخوة نقول : إنه لا أحد فوق النقد , وليس لأحد حصانة كائناً من كان , هذا أولاً .. وثانياً فإن الخللِ حاصلٌ والخطأ وارد , وطالما أنت تعمل فلابد أن تخطئ .
ومن صلبِ مهام الصحافةِ أن تكشفَ الخطأ وتشيرُ إلى الخلل .. لأن هذا من صميم عملها المؤتمنة عليه , لكي تتم معالجة كل خطأ وتقويم أي اعوجاج .
•• ويبقى أن نشير ونشيد في ذات الوقت , بالجهات الرسمية والأهلية , تلك التي تقبل النقد , بل وترحب به وتدعوا إليه , من منطلق إيمانها بأن الإعلام شريك مهم معها , وفي مهمتها النبيلة لخدمة الوطن والمواطن .
•• وبدون شك فإن مديري تلك الإدارات هم النموذج الواعي للمسؤولية , هم الذين فهموا ماذا تعني \” السلطة الرابعة \” .. وهم في واقع الأمر أناس شجعان , لا يخافون النقد أبداً ..
ولا يتأففون من النصح ..
لأنهم – ببساطة ..
يعملون \” تحت الشمس \” .. لا في \” القاعات المظلمة \”

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *