[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد أحمد عسيري[/COLOR][/ALIGN]

مجرد أن تشعر بالحب تتغير بداخلك كل المشاعر ، تصبح إنسانا مكتمل الإنسانية ، تستيقظ باكرا لتسقي زهرة لم تلتفت لها منذ زمن .. تقبل كل خيوط الشمس الدافئة وتفتح صدرك لنسمة باردة تداعب نبضات قلبك
حالة تتلبسك لا تستطيع تفسيرها مهما حاولت الغوص خلف طلاسمها العبثية ، حالة هلامية شفافة نقية تعود بك كطائر مغرد فوق غصن يتمايل طربا . في وقت من الأوقات تسرق نفسك لتجلس في جلسة تصالح مع كل شيء في الحياة لتغني أغنية سمعتها في موقف تغلغل لقلبك ونسج بداخله حديقة من ألوان وصور . وفي لحظة صدق تسأل نفسك عن حقيقة هذا الحب الذي اقتحم أوردتك وهد جسور قلبك ليرفع رايات نصره معلنا تنحيك عن كل ما يحيط بك سواه . قد يكون حب وهمي .. كذبة شاسعة تلالها مجرد نسيج من ضباب العتمة وجبالها خيال عابر لا أصل له ، حبٌ تعلقت به كطفل تشبث بلعبة لأبن الجيران فأقنع نفسه أنه المالك الوحيد لها وأنه هو الوحيد الذي يحق له ضمها لصدره عندما يغفو . برغم تجلي الحقيقة وبرغم سنواتك التي تخول لك الفصل بين الحقيقة والخيال إلا أنك تسلك طريقا مرصع بالنجوم وروائح تثير في نفسك دلالا يدغدغ كل خلاياك .. تحاول التجرد من كل قيمك ومبادئك لتصبح مجرد شيء واحد ينبض بهدوء السفن الراسية .. يعزف نغما لا يسمعه سواه وذلك المقرب المحتل.
لا يهم ما يكون ومن يكون .. المهم ذلك الطعم الذي لا تستطيع مفارقته وكأنه قطعة من ( شوكولاه) فاخرة تذوب في فمك وفي قلبك حسرة على طعمها الذي تتمنى أن يبقى طويلا ليزيل مرارة الوقت / كلما جاء نصفك المستيقظ ليطرق بابك تغلق سمعك وترفع صوتك محولا كل حيز الفراغ لصخب عبثي يشبه تمرد الأطفال / نعم هو حب زائف .. نصف حب وربما بعض الحب ولكنه يهدي روحك حالة من السكينة التي نفتقدها .. قد يكون كذبة بحجم السماء والأرض ولكنك تغفرها وتسبح من أجلها وتدعو الله أن يطيل بقاءها . وقبل أن تعود لفراشك يأتيك من يخبرك أن كل هذا الشعور قد تجرد منك وأعلن نهايته فلا تستطيع سوى الاستدارة نحو الركن المظلم ودمعة حارقة تشق جفنيك رغما عن بقايا كبريائك فتكوي خديك بملوحة القلب الذي تظن للحظة أنه أعلن حالة من إضراب وتوقف عن الحياة .. مصير غامق اللون يجول في صدرك يتمتم بكلمات بلهاء لا تعني سوى التصبر والنسيان ولكنك تظل تبحث عن بعض أشياء ممزوجة بروائح ذلك المحتل الراحل عنك .. قد لا تبدو نهاية حالمة ولكنها النهاية التي تجبرنا عليها لحظات الحقيقة . جميلة تلك الكذبة التي تجعل منك إنسانا مكتمل المشاعر .. كذبة أرق من كل لحظات الصدق الجافة التي تحطم أضلعك وتدهس قلبك بلا رحمة ومن ثم تقف بعيدا تعظ أصابعها وأنت متكور حول نفسك ألما . يحق لي في نهاية المشوار أن اشكرها وأدعوها لزيارة قلبي مجددا كلما حانت الفرصة .. أرجوكم لا تحكموا بجنوني ولا تقولوا مجرد تائه .. حاولت أن أحيا مع وهمي الجميل كما عشت زمنا مع الحقيقة .. لعلي أكون منصفا.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *