[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

لا أحد يشك في قدرة اهلنا في مصر على قول النكتة بل \”وابداعها\” والنكتة بقدر ما هي مضحكة فهي ناقدة وبقدر ما تكون عليه من \”نقد\” شديد مغرق في السخرية تكون ردة فعلها في نفس المتلقي لها قوية.. والنكتة – يعتبرها بعض الساسة أو دارسي \”المجتمعات\” \”ترمومتراً\” لقياس حالة المجتمع.
ويقال ان الرئيس عبدالناصر كان يطلب من اجهزته يوميا تقريراً عن آخر نكتة – لا لكي يضحك بل ليقيس اتجاه الريح لدى رجل الشارع ولعل النكتة التي تروى عن احدى \”الفنانات\” في مصر.. تعكس مدى الفرق بين من يأخذ من الكلمة والفكر طريقا.. وبين من يتخذ \”هز\” البطن طريقا. تقول النكتة:
ذات يوم التقت هذه الفنانة.. أو \”الراقصة\” عند احدى اشارات المرور في القاهرة بالاستاذ الكبير نجيب محفوظ رحمه الله وكان راكبا احد تكاسي القاهرة.. \”وعرقه يسقي مرقه\” كما تقول \”عجائزنا\” في المدينة المنورة.. فلا تكييف ولا يحزنون وكانت هي تمتطي ذلك المرسيدس الذي تصالحوا على تسميته \”بالشبح\” مكيف الهواء. ارخت \”الراقصة\” زجاج سيارتها الفخمة قائلة للأستاذ الكبير :
\”شايف يا استاذ الادب اوصلك فين.. وقلة الادب اوصلتني فين؟\” هذه النكتة انعكاس مؤلم وصارخ لحالة الأديب في عالمنا العربي.. وهو حال لا يسر حبيباً.. ولا عدواً.
لهذا رأينا في ايجاد وزارة \”للثقافة\” إصراراً على تغيير حال هذا الاديب عندنا.. لتكون له كينونة معتبرة.. توفر له حالة كريمة من العيش فالصور المؤلمة لبعض ادبائنا مؤسفة.. فلو تلفتنا قليلا حولنا لوجدنا ما يكفينا بكاءً ونحيباً عليهم.. ان ما سمعته من معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة في اكثر من مناسبة عن طموحاته ورغبته الاكيدة للاهتمام \”بالثقافة\” وبالمثقفين ما يجعلنا اكثر تفاؤلا.. واطمئنانا بإذن الله.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *