حاسبنا المزيون وتركنا المذنبون !

نيفين عباس

أوقفت وزارة الإعلام الكويتية منذ عدة أيام المذيعة الكويتية باسمة الشمار عن العمل، بعد أن خرج منها لفظ عفوى لزميلها المراسل بإحدى دوائر إنتخابات المجلس البلدى نواف الشراكى حين قالت له ” لا تعدل غترتك يا نواف إنت مزيون ”

ومن المضحكات المبكيات أن الدنيا قامت ولم تقعد على كلمة عفوية خرجت من باسمة لزميلها أوصلتها للإيقاف عن العمل، بعد الشكوى التى تقدم بها البرلمانى الكويتى النائب محمد هايف

وهنا أحب أن أتوجه لمعالى النائب بسؤال، إذا إعتبرنا ما خرج من باسمة “إسفاف وفلتة لسان” كما ذكرت بحسابك الشخصى على تويتر، فما رائيك فيما يخرج يومياً على الشاشات من فلتات وإسفاف وإنحطاط أخلاقى بالمسلسلات؟؟ لماذا لم نجد أى تحرك تجاه المستوى المتدنى والحال المزرى الذى وصلنا إليه فى الدراما؟؟ سواء من المشاهد المقززة للألفاظ التى لا تصح من الأساس أن تقال على شاشات التلفاز لملابس الفنانات الغير محتشمة وصولاً لإسلوب الحوار نهاية لتشويه صورة العلماء ووضعهم فى إطار الإرهاب والجهل والغباء !!

ليس دفاعاً عن أحد، لكن من يتابع النشرات والتغطيات العالمية يجد تواصل بين الزملاء وبعضهم البعض بشكل ودى محترم يجعل المشاهد لا يمل من متابعة الحدث وحتى وإن كانت التغطية على القناة الرسمية للدولة، ما يجعلنا أمام أمر عادى لا يوجد به ما يستحق كل تلك التصعيدات والضجة المثارة تجاه باسمة وزميلها نواف

ولو تحدثنا عن زلات اللسان والإسفاف، من سيحمى باسمة وزميلها نواف من الحملة الشرسة التى تعرض لها الثنائى بعد عشرات التغريدات التى حملت ما هو أكثر من زلات اللسان والإسفاف تجاههم، المبادئ لا تتجزأ ولو كانت باسمة مخطئة فى نظر البعض ووجب محاسبتها، من سينصفها الأن ويحاسب من تجاوز بحقها كإنسانة أولاً قبل أن تصبح مذيعة، بعد أن تحولت بين ليلة وضحاها إلى ضحية هى وزميلها نواف الذى تعرض للكثير من النقد اللاذع والهجوم الغير مبرر عليه أيضاً وبدون أى وجه حق

الإزدواجية التى نمارسها فى التعامل مع الأمور تهدم المجتمعات أكثر مما تبنى، ولو رفعنا راية التصحيح لكان من الأولى لنا أن نعترف بالحقيقة وهى أن المسلسلات التى تعرض يومياً على الشاشات هى ما يستحق الوقف، فالمسلسل يؤثر بشكل أكبر فى المتلقى ولا أحد يستطيع إنكار ذلك

تركنا المذنب الحقيقى وحاسبنا من يقوم بأداء عمله بشكل منضبط وسليم، ما يدور فى المسلسلات التى تعرض جعل إسلوب الحوار المتدنى بين الأبناء والأباء والعنف جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، والأمر ليس مقتصر على الدراما فقط، فبعض التطبيقات التى تستخدمها “مدمنات الظهور” خلخلت أمن المجتمعات وتسببت فى فساد الأفكار والعقول والتأثير بالسلب على المشاهد

وهنا كان يجب على أصحاب الكلمة التدخل ووقف المهزلة ومراعاة الله فى الأمة وتولية الأمور الأساسية التى تسيطر على عقلية المشاهد وتتحكم فى أفعاله بشكل أكبر ما تستحقها من عناية !

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *