حارسكَ الحقيقي
تُنسبُ لسيدنا عليٍ رضي الله عنه مَقولةُ “الأجلُ حارس الإنسان”. و لم يقل (المسلم). و الأوسع أنه حارس كل مخلوقٍ، باعتبار أن الصعقةَ الأخيرة تُفني كلَّ شيء و يبقى وجهُ ربك ذو الجلال و الإكرام.
و الحارس، مَجازاً، يُطمئنكَ ألّا يدخل عليك أحد قبل الأوان. فهو وحده من سيفتح الباب لمَلَكِ الموت لحظةَ قيامتك.
لا يعنيكَ متى يوم القيامة و لا علاماتُه. بل تعنيكَ قيامتُكَ..لحظةُ قبضك. فلئن إطمأننتَ ألّا قدرةَ لمخلوق على تقديمها فلا تفرح كثيراً. لأن أخطر ما فيها أنها مُباغتةٌ. لا مقدماتَ تؤكد لكَ دنُوَّها.
كم مريضٍ عاش و مات أحبابه الأصحاء. و كم فارسٍ ألقى بنفسه ساحاتِ الوغى مئاتِ المرات ثم مات على فراشه. فالحارس لم يفتح البابَ بعد. مع أن آمالَ الناس عكس ذلك.
أمانُكَ الوحيد أن تعقد (صلحاً) مع حارسك. و سيفرح جداً بذلك.
فراجع نفسكَ. إستهدف مصلحتكَ الحقيقيةِ إذا ما فتح الباب.
و إعلم أن الإحتمالَ الأكبر أن ما بقيَ عن فتحه أقلُّ بكثيرٍ، زمناً، مما مضى. فلا تكُنْ أكبر الخاسرين..فالحارس رابضٌ راصد يَرتَقِبُ المُباغَتة.
التصنيف: