حادثة الاحساء تكشف حقيقة الانتماء

• عمر آل عبد الله

منذ بضعة عقود والتوجس والشك يحكمان علاقة مكونين من مكونات المجتمع السعودي التي تختلف مذهبيا وتلتقي في مفهوم الامة والوطن . واستمر هذا التوجه في ازدياد تغذيه مرجعيات حدية متطرفة من الطرفين ضاربة عرض الحائط بكثير من القواسم المشتركة التي تجعل دواعي الوحدة والاتفاق أوجب وأولى من أسباب الشقاق والعداء .
وخلال الأسبوعين الماضيين حدثت بعض الأحداث المؤسفة التي استنكرها العقلاء من الطرفين في ظل حزم رسمي يلغي العنصرية والتحزب ويغلب المصلحة العليا للوطن والأمة .
إن حدوث بعض الأحداث المؤسفة التي نكرهها ظاهرا قد تخلف كثيرا من النتائج الإيجابية التي نحمد عقباها على المدى الطويل . فالذي حدث في الاحساء أظهر بما لا يدع مجالا للشك كيف أن حماية الوطن واجبة على الجميع والتضحية بالنفس والمال لا تفرق بين طيف وآخر .
إن حتمية التعايش أمر لا مفر منه وإن كره الكارهون فمن المستحيل أن نعيش بسلام في وطن واحد ونحن نناصب بعضنا العداء . وفي المقابل فإن الولاء يجب أن يكون للوطن إذ من غير المعقول وجود ولاءات خارجية لكيانات تظهر العداء للوطن الذي ننتمي اليه ثم ندعي بعدها أننا وطنيون .
لقد أظهرت حادثة الأحساء المؤسفة أنه يوجد من العقلاء من كلا المذهبين من يحمل هم سلامة الوطن وحمايته ممن يمتلكون من الحصافة ورجاحة العقل ما يمكن معه تجاوز هذه الأزمة وأي أزمات مماثلة باطمئنان .
إن الأمل يحدونا في أن يتم غرس هذا المفهوم الوطني الوحدوي الذي يجعل مصلحة الوطن فوق أي مصلحة أخرى في نفوس الناشئة في المساجد و محاضن التربية وداخل البيوت حتى يخرج لنا جيل سليم متسامح يقبل الآخر رغم الاختلاف .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *