الحكيم الخبير سبحانه وصف الجماعة والفرد بوصف إنجابي في ثلاث مواقع من الذكر الحكيم فقال تعالى: “أمة مقتصدة” و “منهم مقتصد” من هنا تحدث القيمة الحقيقية لمفهوم الاقتصاد الواسع الذي إذا ما أحُسن فعله حسُن كل ما حوله على المستوى الفردي والعائلي أو المؤسسات والدول وهي قطعاً لا تعني الترشيد الارتجالي كما قد تفهم كلمة (مقتصد) بالعامية.
نحن دولة ناتجها القومي يعتمد على سلعة قابلة للتقلب، الاستغناء أو النضوب، في نفس الوقت لدينا معدل نمو سكاني مخيف، وإذا ما وضعنا هذه المعلومتين على لوحة تعكس أيضاً عدد الخريجين والبطالة الحالية المقنعة والمتبرجة مع مبتعثين عاشوا حياة التقدم، فنحن قطعاً وبدون الذهاب لمكاتب استشارية عالمية ندفع لها عشرات الملايين نواجه عاصفة اقتصادية اجتماعية رصدها الرادار وتحتاج لتحرك سريع يجعلنا قادرين على التعامل معها عند بلوغ ذروتها.
من الحلول العلمية والعملية لمواجهة العاصفة التي تحمل استحقاقات مركبة هو التعامل بحلول مركبة ايضاً لأن الحل الأحادي أو الحلول المتفرقة تعتبر مضيعة للوقت والمال وقد يتخللها الكثير من الفساد لأن المصمم وضع حلول استخدمت في الخارج وتفشل لدينا لأنها لم تراع حقائق اجتماعية داخلية فينطبق عليها المثل المصري ” من بره هالله هالله ومن جوا يعلم الله”.
سوف اضرب مثال من الواقع، طالما أننا أكبر منتج بترولي في العالم فلابد أن نكون أكبر مُصنع لمختلف المواد التي يمكن انتاجها من المشتقات البترولية، المصانع تنشا على أعلى المستويات برعاية حكومية وشراكة تجارية محلية وأجنبية، هذه المصانع تستوعب أعداد كبيرة من العاملين، المسوقين محلياً وعالمياً ومن بائعي التجزئة، ويكون اختيار انتاج المصانع بناء على حاجة الأسواق وعلى مخطط منضبط للتوطين الفعال الذي أسست وزارة الداخلية والعمل قواعده.
ولأن محبة الوطن تتطلب الصراحة التي طلبها منا ملك الإصلاح عبد الله بن عبد العزيز، فإن عدم وصولنا للحلول المركبة الناجعة سببه أنه لا توجد جهة عليا لديها تمثيل عملي بحيث تفرض برنامج تدعمه مختلف الوزارات بدون تخاذل أو تعطيل لأنه يعتني بالأمن الوطني الاقتصادي والاجتماعي ومن يتخاذل في مساندة التخطيط والتنفيذ يعتبر خائن للأمانة الوطنية ويجب محاكمته، لن تصبح الحلول الكبيرة فاعلة مالم يصحبها صرامة قانونية تُجرم المتخاذلين في تطبيقها كالهاربين من أرض المعركة وتكافئ المنجزين كأبطال يتطلع لفعلهم النساء والرجال، لأنه بدون هذا سوف تنتهي كل الدراسات والبرامج نهاية متسلق الجبال الذي لم يعتني بجودة الحبال.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الاعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *