[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد السرار[/COLOR][/ALIGN]

كنت قد عزمت أن أكتب مقالاً هذا الاسبوع عن موضوع ما وعندما ذهبت أبحث عن بعض الإحصائيات حوله في الشيخ الجليل \”جوجل\” كتبت الكلمة \”نسبة\” فكانت مقترحات شيخنا الموقر صادمة لي إلى الحد الذي جعلني أرغب أن أكتب عما اقترحه محرك البحث لأن ما رأيته يعتبر أكثر إلحاحاً وأساسياً من أي موضوع آخر.لمن لا يعرف كيف تعمل محركات البحث وخاصة \”جوجل\” فهي تقترح جمل البحث الأكثر بحثا بناءً على لوغرتميات تجمع تلك المعلومات من مستخدمي الشبكة.
كتبت \”نسبة\” فكانت المقترحات كالتالي, نسبة الشيعة في السعودية, نسبة العلويين في سوريا, نسبة الشيعة في البحرين, نسبة المسلمين في العالم. حينها قفز هذا السؤال في ذهني, ماهو الشيء الذي يجعلنا مهووسين بتتبع تلك النسب دون غيرها بالرغم من أنها نسب سياسية بحتة لا تؤثر حقيقة في حياة الشعوب ومستخدمي الإنترنت كما تؤثر نسب أخرى كنسبة البطالة مثلاً أو نسبة الفساد أو نسبة المتعلمين والأميين ونسبة غلاء المعيشة و نسبة دخل الفرد. ولو قلنا إن أكثر مستخدمي الإنترنت من طلاب الجامعات فكنت لأتوقع أن تكون النظرية النسبية أو النسب الرياضية والفيزيائية على رأس القائمة.
هذا الهوس الذي حمله له لنا الإعلام يسرقنا فعلاً من التركيز على الأمور الأهم التي تبنى بها الأوطان إلى معركة لا رابح فيها إلا عدو ماكر أو طامع غادر يراقبنا من بعيد ندور في حلقات مفرغة يشير فيها بعضنا إلى الآخر بالتخوين والتكفير فيما أوطاننا تتهاوى حولنا تحت وطأة الفساد والإهمال.
مفارقة مضحكة نوعاً ما, كتبت نسبة باللغة الإنجليزية في محرك البحث لأرى ماذا سيقترح شيخنا فكانت النتائج أكثر سخرية من مقترحاته العربية تكشف عن مدى الوعي الغربي بما يجب أن يبحث عنه فكانت \”نسبة السياسيين الذين نظنهم صادقين\” على رأس قائمة المقترحات.
صدقوني أعزائي قد ترون أن نسبة فئة مذهبية في أي مكان في العالم قد تهمكم, أو أن نسبتنا كمسلمين قد تعني لكم شيئا, ولكن لا يسجل التاريخ إلا نسبة إنجازكم وعطائكم مقارنة بما تقدمه شعوب العالم, ونسبة مبدعيكم إلى مبدعي هذا الكون. فلنبدأ من الآن فصاعداً بالبحث عن نسبة \”نجاحنا\”.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *