أكره أنني مضطرة من خلال مقالي هذا أن أتناول شخصية مريضة تستدعي الرحمة والعلاج لا المناظرة، في حين أن هدفي هو تسليط الضوء على الفكر المريض الذي تتبناه هذه الشخصية وحتما شريحة لا يستهان بها من المجتمع. واستخدامي لوصف المرض هنا لا يأتي في سياق الانتقاص وإنما إشارة لمرض “الهوس الجنسي” الذي تملك بعض المسلمين وأدى الى تشويش رؤيتهم للحقائق وقياسهم للأمور وبالتالي إعاقة فهمهم للنصوص. الشخصية التي تصنِف نفسها على أنها من “العقلاء”، تقول أنها بمعيَة بقيَة العقلاء يريدون حماية المرأة المسلمة من المشروع التغريبي والذي بدت خطَته واضحة ومكررة في كافة دول العالم الإسلامي وهي تكمن في تحقيق الفجور عن طريق المرأة. من مظاهر بدايات تحقيق هذه الخطَة _حسب ما تذكر الشخصية العاقلة_ عمل الكاشيرات ورياضة البنات وعضوية النساء في مجلس الشورى والذي يخالف الضوابط الشرعية. ومن ضمن التبريرات العقلانية التي ساقتها الشخصية في محور حديثها عن المرأة السعودية، أن الكاشيرات سيتعرضن حتما للتَحرش ولذلك فالأفضل أن لا يفارقن بيوتهن، وأن رياضة البنات في المدارس قادت في دول اسلامية أخرى للدعارة، وأضافت أنه لامانع من رياضة البنات في النوادي والمنازل ولكن ليس في المدارس، في إشارة الى أن بيئة المدارس هي المخصوصة وحدها بنشأة الدعارة..! وبالاستناد الى دراسة هزلية لاوجود لها، ذكرت الشخصية المحترمة أن نسبة التحرش بين الكادر الطبي هي 100%..! لم أسمع عن دراسة في أي مجال كانت نتيجتها 100% مقابل 0% قبل تلك اللحظة. وإمعانا في الإقناع بمشروع التغريب الذي هو نفسه ما مكَن الشَخصية المتناقضة من الظهور في الإعلام واستخدام وسائل التكنولوجيا بإختلافها، تتساءل: لماذا لايوجد جدل حول أي امرأة في العالم بقدر مايوجد حول المرأة السعودية المستهدفة في هذا المشروع..؟ والجواب البديهي هو ببساطة تفرُد المرأة السعودية بخصوصية لا تحيط بأي امرأة غيرها حول العالم، فهي الوحيدة التي لا تملك من أمرها شيئا ووليِها يملك من أمرها كل شيء، وهي الوحيدة التي لا تقود سيارة والقائمة التي تجعلها موضع جدل تطول.
ثم تجلَى جنون العقلاء واضحا عندما وقفت هذه الشخصيَة البسيطة ضد قانون يمنع التحرش ويجرمه مبرِرة موقفها بأن هذا القانون ظاهره رحمة وباطنه عذاب، فهو مأخوذ من الغرب الذي يمنع التحرش إن بلغت الضحيَة عنه ويسمح به وبالزنا ان كان بالتراضي ولم يتم التبليغ عنه..! لا أعلم هل من البساطة اعتقاد أن الدولة ممكن أن تتبنَى قانونا يبيح الزنا دون ادخال تعديلات عليه ليتوافق مع الأحكام الشرعية شأن جميع قوانين التعليم و العمل المتبناة، أو أن المسألة سذاجة يصحبها عناد وفوقيَة! والغريب كيف تعامت هذه الشخصية عن أن التحرش غالبا ما ينتهي بالزنا أو الإغتصاب الذي يقلقها!
مقزِزة هي نظرة المجانين من العقلاء للإسلام قبل نظرتهم للمرأة المسلمة، ومخجلة هي الصورة التي يصدِرونها للعالم غير المسلم عن الإسلام وعن المرأة المسلمة غير الموثوق بها والرجل المسلم المهووس جنسيَا المتحرِش فطريَا.. يتحدَثون عن ابنة الوطن وكأنها حيوان يشترى ويباع ولا يقرر مصيره، ولكن حتى الحيوان _تكرم المرأة_ لا يوضع في قفص بهدف حمايته من الحيوانات المفترسة في الغابة وإنما عليه حماية نفسه.

@tamadoralyami
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *