جمعية النّحالين.. شكرا لكم
الأفكار النّاضجة والمبادرات الواعية والجهود المخلصة , من العوامل المهمّة للوصول إلى بوّابة النّجاح والتّألق لأي عمل كان . ولعل فكرة إقامة جمعية النّحالين التّعاونية بالمملكة والتي تتّخذ من منطقة الباحة مقراً لها , تظلّ من المبادرات الرّائعة تبعتها جهود مضيئة ساهمت في تحقيق نجاحات متتالية عاما بعد عام .. تحسب للقائمين عليها وفي مقدمتهم الأستاذ الدكتور أحمد الخازم الذي تحرّك مع زملائه بخطوات علمية مدروسة ورؤية صائبة وطريقة واثقة لتأسيس الجمعية للنّهوض بهذه الحرفة واستخدام أساليب جديدة لتنظيم أمور النّحالين المهنية وتوجيههم نحو الطّرق المثلى للاستفادة من الموارد المتاحة لهم , والعمل على زيادة ثقافتهم في أصول المهنة وتطوير عملهم بصورة مستمرة وتأهيلهم بشكل أفضل لمواكبة التّطور العالمي في هذا الجانب . الأمر الذي شجّع الكثير من النّحالين للانتساب لها والاستفادة من برامجها , لا سيّما وأنها انتهجت الأسلوب العلمي في التّثقيف والتّوعية والإرشاد من خلال النّدوات العلمية والمحاضرات والإصدارات والزّيارات والأبحاث العلمية بمشاركة عدد من المختصّين من دول العالم بعد أن تم تخصيص (كرسي بقشان) لأبحاث العسل بجامعة الملك سعود .. والسّير وفق أهداف محدّدة لزيادة هذا المنتج الهام غذائيا ودوائيا والمحافظة على جودته لتحويله من سلعة عادية إلى سلعة استراتيجية لإفادة الأفراد والأسر والمجتمع بما يرفد الاقتصاد الوطني . خاصّة وقد ثبتت القيمة العالية للمنتج المحلّي وتفوقه على المستوى العالمي بعد أن حصل (عسل الباحة) على المركز الثّاني على المستوى الدّولي من بين مجموعة دول متقدمة في هذا الجانب , وقد يكون لمسألة الفرز والتغليف دور في عدم تحقيق المركز الأول ! وهذا ما حفّز الجمعية لإقامة المهرجانات للدّخول في مجال المنافسة , بما يفيد المنتجين والمستثمرين والمستهلكين والدّولة من بعدهم , لتصبح صناعة العسل من الصّناعات الرّائجة مع اكتمال مقوماتها وسهولة إقامتها والمحافظة عليها وتطويرها .
وكان مهرجان العسل الدّولي السّابع بمنطقة الباحة قد فاق التّوقعات من حيث التّنظيم والتّسويق والحضور , ويعد واحدا من أهم المهرجانات التي ساهمت في تنشيط الحركة السّياحية وجذب عدد كبير من الزّوار والمصطافين لهذا العام , للاستمتاع بمقومات الباحة السياحية المتعددة وكذلك فعاليات المهرجان الهادفة , بما يحقق عوائد اقتصادية ذات نفع وفائدة .
وقد تهيّأت فرصة طيبة للزّائرين للتّعرف على أنواع العسل حسب نوعية الأشجار والأزهار والمواقع والمواسم , وهو ما لم يكن متاحا لهم من قبل . مما أدّى إلى ارتفاع الطلب وزيادة المبيعات واستفادة المشاركين الذين قدموا من أغلب مناطق المملكة , والذين يتطلّعون لمثل هذا المهرجان النّاجح الذي زاد في حصيلتهم المعرفيّة ومحصّلتهم الماليّة من خلال المبيعات الكبيرة بفضل الجهود المثمرة والتّنسيق الجيد والتّنظيم المتميز من جمعية النّحالين التّعاونية التي تستحق كثيرا من الشكر والتقدير.
التصنيف: