[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

كنت أظن أن لدي حساسية أكبر من المطلوب تجاه الزحام المروي في جدة , إلى أن قال لي جاري مساء البارحة وهو يتأفف متضجرا , إنه ظل ساعتين عالقا في كتلة من السيارات على حافة حي النزلة ثم في وسط حي الجامعة .وقبل ذلك كنت ألاحظ أن بعض زملائنا في التحرير في بعض الأيام يتأخرون بعض الوقت عن اجتماعنا الصباحي اليومي , ويعيدون السبب إلى زحمة المرور , التي قلبت كل تقديرات الناس السابقة , فبعد أن كان أحدنا يضع ساعة للطريق , صار عليه أن يخصص ساعتين على الأقل .لقد كان الناس في جدة يعولون كثيرا على مشاريع الجسور والانفاق الجديدة , وأنها ستكون الفانوس السحري الذي سيخرج منه \” مارد \” الانسيابية المرورية , لكن يبدو أن الفانوس لم يخرج منه سوى سلحفاة سمينة .
خيبة أمل كبيرة في حقيقة الأمر أن يتم إنفاق مليارات الريالات من الخزينة العامة من أجل هدف , ثم في النهاية لا تكون النتائج إلا مزيدا من الزحام , ومزيدا من التعب النفسي للناس , ومزيدا من تضييع المصالح والاوقات .
كاتب هذه السطور سمع شخصيا من أكثر من مسؤول , إن الانتهاء من بناء منظومة الجسور سيحرر الحركة المرورية في جدة , لكن ذلك ظل كلاما حتى الآن , ولم نر في الحقيقة النتائج التي كان يبشر بها أولئك المسؤولون , رغم دخول العديد من الجسور إلى الخدمة في هذه الأيام – وهذه ليست رؤيتي لوحدي – زاد الزحام المروي في جدة ضعفين أو أكثر , ولك أن تسأل , أو أن تقف أنت بنفسك عليها , في أكثر من مشوار بسيارتك , لتتأكد من هذه الحقيقة المؤلمة .وسوف أطرح هنا سؤالا , نقلته من قلب المجالس التي نقابل فيها الناس .. هل كانت رؤية المسؤولين في كل من \” أمانة جدة وادارة المرور \” ضعيفة , وبالتالي فقد فشلت تقديراتهم للحل الناجع للارتباك المروري في جدة , بعد أن اعتمدوا بناء الجسور والانفاق كعلاج للأزمة؟.
أظن أن مشرط الجراح لم يقع على الجرح تماما , ربما ضل طريقه – لا أدري ؟ .. وعليه فإن المطلوب هو إعادة المحاولة من جديد للاهتداء إلى حل سحري جديد للمعضلة , يرفع عن كواهلنا – نحن المواطنين والسكان – بلاء هذا الزحام المقيت , الذي احاق بنا من كل طرف.
هل يكون \” الحل / الأمل \” في مشروع النقل , الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي بملياراته الـ 45 ؟ .. دعونا نقول : \” يارب \” .. وإن كنت أظن أن نافذة الميناء متى ظلت تتدفق بسيل منهمر من السيارات أسبوعيا فإن ذلك مما يقلقني .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *