[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

\”جَدَةْ جميعة\” هكذا تعارف أبناء الحي على تسميتها، كانت سيدة ذات حضور واسع فهي سيدة \”الحي\” يلتجئ إليها أهل الحي من الرجال قبل النساء فهي المحرك لكل شؤونهم ابتداءً من الحضور عند الولادة إلى الحضور عند الوفاة و\”الدفن\” فهي المسؤولة في الحي عن كل شيء فلا تتحرك أية أسرة إلا عن طريقها فهي المعالجة لأنواع الأمراض وهي المرشدة إن دبَّ الخلاف بين أفراد الأسرة مع قلة وندرة ذلك \”الخلاف\” ، كانت القيِّمة على تفاصيل الأفراح والأحزان. وتكاد تكون هي من قامت بتوليد كل أبناء الحي. فهم لا يطلقون عليها الا \”جَدَةْ\” فهي جدتهم التي ولدتهم.
سيدة ولا كل السيدات ذات حضور ذهني واقناع كبير لكل ما تقوم به، إنها سيدة كأشجع ما يكون – الرجال – وحكيمة كأقدر ما يكون عليه الحكماء من ذهنية صافية ورؤية مدققة وبالقطع كانت \”جدتي جميعة\” واحدة من نساء كثيرات كن ينتشرن في أحياء المدينة المنورة يقمن بذات الدور ويمارسن نفس ذلك الحضور الطاغي في المجتمع.
يآه.. أينك يا جدتي جميعة .. لتشاهدي أين وصلت المرأة في هذا العهد الجميل.. إنها ذات رأي يؤخذ به ويستشار به في قضايا الأمة. لقد توسعت استشارتها من ذلك \”الحي\” الذي كانت مستشارته الوحيدة إلى استشارة عامة للبلد كله، إنه عصر عبدالله بن عبدالعزيز سلمه الله ورعاه. رحمك الله يا جدتي.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *