جدة .. ومشاريع التطوير
محمد حامد الجحدلي
تجتمع في جدة روح الإبداع والأصالة في معظم سبل الحياة الاجتماعية والحضارية ، كسمة يتفق عليها الجميع وبنظرة هي الأقرب للواقعية ، لمواجهة حزم من التحديات الراهنة والمستقبلية ، فمدينة جدة لازالت تنتظر حلول سريعة وعاجلة ، تتوفر فيها الجدية ومراعاة ظروف شريحة كبيرة من سكانها تتجاوز نسبتها التقريبية 65% ، ممن هم في سن الخامسة والثلاثين عاما فأقل لا تتوفر لديهم منازل ووحدات سكانية مستقلة ضمن عمائر سكنية ، متوفر لدى شركات الاستثمار والتطوير العقارية بأسعار مبالغ فيها كثيرا.
مدعومة من البنوك المحلية وصندوق التنمية العقارية ، وفق شروط صارمة تتعلق بقوائم الانتظار الطويلة ، والمساحة المخصصة لكل وحدة والمبلغ المخصص من قبل الصندوق الذي لا يفي بغرض الشراء ، مما زاد تفاقم الأزمة السكانية الراهنة بصمتها المعتاد لعدة سنوات مضت ، ومن الطبيعي أن نرفع العتب عن وزارة الإسكان ، والقادمة متأخرة والتي لم تجد الدعم من قبل أمانات المدن ، بتحديد مساحات من الأراضي الممنوحة لهذه الشرائح السكانية من فئة الشباب داخل المدن ذات الكثافة السكانية العالية.
إذْ تعد مدينة جدة من أوائل المدن إن لم تكن الثانية بعد الرياض العاصمة في الكثافة السكانية ، وقد نستثني أمانات المدن من المسؤولية بحكم أن المساحات الفضاء غير المعمورة أملاك خاصة ، ولا سطوة للنظام عليها احتراما لمفهوم الملكية ، وبحسب نظام وزارة العدل ويتعلق بخصوصية نزع الملكيات ، وفي كلا الحالات يتطلب الأمر مرونة في الإجراءات النظامية ، بما يضمن المنفعة للجميع حين يتعلق الموضوع بشريحة كبيرة من أبناء الوطن ، فقضية هذه الشريحة قضية وطن بالدرجة الأولى.
وهذا يقودنا لمعرفة مدى استمرارية المشاريع العمرانية والتطويرية ، وضبط عملية الاحتكار الحالية والتفاوض مع أصحاب الأملاك الخاصة ، بما لا يتعارض مع حقوق ملاك هذه الأراضي ، لتتأتي المبادرة كحل جزئي من قبل رجال الأعمال في مجال الاستثمارات العقارية ، قياسا بما أنعم الله عليهم وما قدمته لهم الدولة من تسهيلات مكنتهم من هذا الثراء السريع ، لتبقى التضحية سمة حضارية ورقي فكري متبادل بين شباب الوطن ، ورجال الأعمال في خضم التطوير العمراني الذي تشهده مدينة جدة حاليا.
امتدادا لمستقبل مدينة جدة ومكانتها الحضارية ، بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، التي لا تبخل على أبنائها بما تقدمه لهم لكافة السبل الكريمة وأولاها نعمة الأمن والاستقرار ، وهي نعمة يفتقدها الكثير من شباب الأمة العربية ، في دول عديدة مجاورة تعيش ظروفها القاسية ، ولن نذهب بعيدا إذا أدركنا أن الحلول الممكنة في مقدرة المعنيين الوصول إليها ، من خلال استقطاب رؤية رجال الفكر والمال والأعمال ضمن أجندة المعارض القادمة والمؤتمرات وورش العمل والدراسات والبحوث الأكاديمية.
التصنيف:
