جدة وتكريم الدكتور محمد العمودي
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]صالح المعيض[/COLOR][/ALIGN]
منذ أكثر من عشر سنوات وأنا أناشد أهالي مكة المكرمة بتكريم الشيخ عبدالرحمن فقيه وقد وجدت في مرحلة سابقة دعماً من الدكتور محمد عبده يماني رحمه الله والأديب حمد القاضي وغيرهما كثير وحتى تاريخه لم يتم شيئاً، واليوم أضع أمام أحبتي من أهالي جدة فكرة تكريم مماثلة، فقبل فترة كنت برفقة صديق في زيارة خاصة لأحد المرضى في مستشفى الأطباء المتحدون بجدة وحقيقة لمحت صورة الدكتور محمد بن عبود العمودي يزدان بها أحد المكاتب عندها عادت بي الذاكرة إلى أول لقاء مع سعادة الشيخ محمد العمودي وذلك قبل ما يربو على ثلاثة وعشرين عاماً وهو اللقاء الأول والأخير الذي تشرفت به حتى تاريخه معه.
استذكرت هذا الإنسان وقد عادت إلى مسامعي من ذاكرتي المترهلة كلماته النيرة وهو يحكي لي تجاربه وبداية حياته التي نشأها في جدة واستهلها بالتعليم في مدارس الفلاح ثم رحلة الصعاب والمتاعب نحو عالم العمل التجارة يومها كان الملفت للجميع اهتمامه الكبير ببناء المساكن والمجمعات حيث تراءت تلك البصمات واضحة المعالم منذ بداية التسعينات الهجرية وكأنه قرأ الحال بروية فاستشرف المستقبل برؤى ثاقبة وكان له يومها نشاطاً ملموساً في هذا المجال حينما كانت جدة تئن تحت وطأة أزمة الإسكان الشهيرة وكان العمودي خير من أسهم في حل بعض من تلك الأزمة، تلك التداعيات لم تأت بمجرد ملامح الصورة التي رأيتها بقدر ما كانت توافق لما توقعته يومها عن سعادته وذكرتها في مقالة نشرت آنذاك ولم أكن أنا الوحيد الذي توسم فيه الخير والعطاء من خلال مشاريع عملاقة ذات أبعاد استراتيجية بناءة فأذكر فيما أذكر أنه اختير ذات مرة من ضمن عشر شخصيات عالمية لافتتاح البرلمان البريطاني وكذلك اختير الشخصية الاقتصادية بالعالم العربي قبل ثمان سنوات تقريباً حسب أحد الاستفتاءات المتعارف عليها ومن ضمن ما يشهد بنبل هذه الشخصية وبعد نظرتها حصوله على شهادة الدكتوراه الفخرية في إدارة الأعمال من إحدى الجامعات الأمريكيه. الجوانب المذكورة أعلاه التي تطرقت لها قد تكون في الجانب الإداري والاقتصادي والذي يعتبر جانباً مما تميز به ولم تكن تلك المجالات فقط هي ميدان التفوق بل أبدع في مجال الثقافة والفكر والإعلام حيث صدر له العديد من الدواوين الشعرية التي جسد فيها عمق الكلمة وعبير البوح وصدق المشاعر وتماسك الذكريات وفي هذا المجال كانت قناة (عيون جدة) مشروعاً إعلامياً موفقاً خصصت معظم بثها عن مدينة جدة (سكاناً ومكاناً وتراثاً) فأصبحت تشكل مرجعاً ثقافياً مهماً وكذلك له باع طويل في مجال الاستثمار في شركات الأمن والحراسات ونقل الأمن وكلها مجالات تشهد بجودة الأداء.
وما ذلك النجاح في تلك المجالات إدارة أعمال اقتصاد ثقافة وإعلام آمن إلا جسر عبور لما هو أهم في حياة الإنسان من قيم ومثل جسدها حفظه الله من خلال مواقف إنسانية وخيرية كثيرة لست هنا بصدد سردها ولكن لعلي أشير فقط إشارة مختصرة إلى أنه عضو في لجنة السقاية والرفادة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وعضو في لجنة السعي وإصلاح ذات البين ولا ننسى أنه أحد مؤسسي مجلس الفروسية في جدة وهذه جوانب أيضاً تدل على البعد الإنساني عند الدكتور محمد العمودي التي توجها بهذه المستشفى التي تؤكد بلا شك أن همه الإنساني مشروعاً استراتيجياً سعى لتحقيقه.
هذه المقدمة أعلاه والتي اختصرت فيها كثيراً هي دعوة لأهالي جدة ولعل الغرفة التجارية الأقرب إلى ذلك لتكريم الشيخ محمد وأجدها فرصة لتكرار دعواتي السابقة لأهالي مكة المكرمة لتكريم الشيخ عبدالرحمن فقيه فالاثنان قدما لمكة وجدة ما يستحقان عليه الشكر (ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله) فالتكريم بقدر ما هو بحجم عرفان فهو شحذ للهمم وخلق بيئة صحية تستقطب الفاعلين وتزيد من تفاعلهم البناء في خدمة مجتمعاتهم هذا وبالله التوفيق.
جدة ص ب 8894 فاكس 6917993
التصنيف: