جدة في عيون سلطان
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد حامد الجحدلي [/COLOR][/ALIGN]
بعودته سالماً معافى بعد أن منَّ الله عليه بالشفاء وإطلالته في ذلك المساء الأجمل في ذاكرة الوطن ابتهج بهذه المناسبة العزيزة كل من سكن محبته في قلوب المواطنين من شمال الوطن لجنوبه ومن شرقه لغربه لبست جدة حلل الأفراح مرحبة بمقدم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع المفتش العام فجدة كما هي الرياض العاصمة أبَتْ إلاَّ أن تشارك الوطن موعده في ليلة رسمت فرحتها على الجميع فكانت وقفة الشعر والقصيد تعبيرا صادقا لكبار الشعراء وانبرت الأقلام معبرة بعذب الكلام لأنه سلطان ويشهد الشعر بأنه من أكثر الناس إنسانية وتتجلى الحروف الناصعة بياضا بلياليها المقمرة برجل الجود مهما ضاقت الأيام واشتدت الأزمان.
لملمت جدة جراحاتها وحاولت أن ُتضمِّد مصابها لتلك الكارثة التي تجاوزت قدرة سكان الأحياء البسطاء في درء الأخطار بعد أدارت ظهرها لهول الفاجعة وشدة المأساة بعدد الضحايا من الشهداء الأبرار والممتلكات المتضررة لأنها وجدت في كنف القائد الملهم ملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز من يقف لجانب أبنائه المواطنين مُعزِّيا وداعماً ومؤازراً فهو نبع العطاء فصبراً أيها الأشقاء ويقيني أنه بعد هذه النازلة لن تكرر الأخطاء ويطبق النظام بحق من كان سببا فيما حدث منتهكا بذلك حقوق الإنسان لكل مواطن ممن اضطرته ظروفه الصعبة وعدم إلمامه بجغرافية الأرض وتضاريس المكان « وكلنا ذلك الإنسان «للسكن في بطون الأودية ومجرات السيول ووداعا للتسويف والتصريحات الجوفاء.
وتحية تقدير للصورة المضيئة لإعلامنا السعودي واللجان التطوعية الميدانية من شباب وفتيات « إنقاذ جدة « فقد ضربوا أروع الأمثلة بتوثيق مادة إعلامية استحقت المتابعة وللجهود الإنسانية التي قدمت لفئة قليلة من رجال وسيدات الأعمال تآلفت قلوبهم النابضة بالإيمان وحب الخير بتقديم العون لمن أصابتهم الكارثة فاتَّحدت عطاءاتهم ودعمهم المادي والمعنوي مع أبنائهم وبناتهم من اللجان التطوعية وساهم الإعلام بتقديمهم في تلك الصورة الإنسانية والطريقة الحضارية الرائعة باستطلاعات صحفية وتسجيلات إذاعية وبجانب قنوات التلفزيون السعودي كانت قناة دليل الفضائية في برنامجها اليومي « شاهد « مثار اعتزاز ممن وجد في هذه القناة ما يستحق المشاهدة إعدادا وإنتاجا وتقديما واستضافة لشخصيات أكاديمية وطبية واجتماعية ساهمت بأطروحات جريئة وإن كان هناك من عتب فعلى رئيس المجلس البلدي الحالي حسين باعقيل وعضو المجلس بسام أخضر اللذين لم يقدما دليلاً قاطعاً للأسباب الجوهرية التي أدت لهذه المأساة التي ذهبت بهذه الأرواح البريئة وإنما تفرغا للدفاع عن خطط واستراتيجيات أمانة محافظة جدة بينما أسباب الكارثة تمتد لأكثر من أربعة عقود زمنية مضت.
التصنيف: