جدة بين شقي رحى الأمانة والمياه

• صالح المعيض

منذ أكثر من ست سنوات ونحن نستقصي عن مصير الحديقة التي تحول ثلثها إلى عمائر سكنية بين عشية وضحاها ، وثلثها الآخر إلى محطة وقود بمنافعها ، وناشدت حينها عبر ثلاثة مقالات حول ذات الموضوع وكان آخرها انذاك مقال تحت عنوان (إلى أمانة جدة الحديقة وبيان الحقيقة ) ولكن للأسف وكالعادة ” لاحياة لمن تنادي” ولكن لعله مع الاحداث الاخيرة ومع الحزم الذي اعاد للدولة شوارع ومخططات نعيد التساؤل ومن يدري ؟ وهذه مهمة الكاتب لا تتوقف عند صمت هذه الجهة او تلك على حق واضح وضوح الشمس في رائعة النهار ، حيث أكدت هنا فيما سبق حينما يسعى الكاتب جادا لملامسة الكثير من هموم جدة مع امانتها ، يحاول جادا ان يكون ممن يسهمون ولو بكلمة تسهم في تلافي كثير من السلبيات التي تعج بها جدة بالأمس و اليوم وقد تطول إلى مابعد الغد ، إذا لايكاد أهالي جدة يلمسون بوادر إيجابية تجعل الآهالي يتنفسون الصعداء ويستبشرون بمستقبل أكثر إشراقا ، حتى يجدوا ذلك مع مرور الأيام كان حلما ولا أكثر ، حيث صورت جدة وكأنها المدينة الوحيدة في العالم التي تقع على شاطئ البحر فتحرم منه وتحرم من بنى تحتية كان يجب ان تكون قائمة منذ عقود ، وبما انها تقع على شاطئ البحر الأحمر فعلينا أن نصمت إذا رأيناها تطفح على بحر صنعناه بضعف إرادتنا.
ولا اريد اليوم هنا ان اعرج على تلك الجوانب التي احسبها ( إستراتيجية ) تتطلب جهودا واضحة من خلال خطط مدروسة تستهدف أجيالا قادمة لا دورات قائمة ، لأجدني اليوم وغيري من أهالي جدة بدلا من ان نطالب بالإنجازات المواكبة في احوج ما نكون للمطالبة بالمحافظة على الواقع وإن كان دون المأمول ، حيث اصبحنا نرى وسط زحام في حركة السير وقلة المواقف للسيارت مواقف تستغل من قبل ملاك المنشآت في مجالات أخرى ، وحدائق عامة تختفي في وضح النهار ، ومساحات كنا نعتقد انها متنفس للأهالي ومرافق للخدمات تبتر وتعرض للبيع مجددا أو للتأجير، مردم النفايات يتحول إلى كابوس والأمانة تعالج الأوضاع على طريقة ( داوني بالتي كانت هي الداء ) حتى التراخيص للبناء والمنشآت اصبحت تمنح بمعايير فيها من اللغط الشيء الكثير ، الشيء المؤلم ان هنالك شوارع كثيرة بحاجة إلى إعادة ترميم سيما بعد أن عبثت بها شركة المياه بشكل ملفت ومدهش في ذات الوقت بالإضافة إلى انه مع ذلك نجد الأمانة وبصور ملحوظة تقوم بإزالة ارصفة وتحديث شوارع اصلا لا تحتاج إلى إعادة ترميم او إعادة تشجير، لا اريد هنا أن اعرج على مضامين اكثر من (85) مقالا كتبتها خلال ثلاثة عقود عن جدة آمال وتطلعات مع امانتها التي لازالت (مكانك سر) حيث أن جدة لاتخرج من موسم إلا وتدخل في آخرتحتضن خلالها ملايين المصطافين من داخل المملكة وخارجها ، مما سيشكل عبئا كبيرا على المرافق المتهالكة أصلا.
الآن معظم شوارع جدة أشبه بالحفر وإختفاء الارصفة والعبث الواضح، ومما لاشك فيه ان شركة المياه تشارك في هذه المأساة بحكم غياب آلية المتابعة الجادة من قبل الأمانة أو شركة المياه ، والشواهد اكثر من ان تحصى ، وحي البوادي”أ” خير شاهد وهناك شوارع تكاد الأمانة تعالجها في العام ثلاث أو اربع مرات ، وطريق المدينة ايضا من الشواهد حيث يتم الآن تغيير جميع اعمدة الانارة في مشهد غريب.ومرد ذلك إلى سوء التنفيذ من جهة وتكرار الأسباب دون محاسبة من جهة ، وكأن هناك من يعبث بشوارعنا او مشاريعها كي يستفيد آخرون ،أيضا وبالمناسبة فكما سبق وأن أشرت قبل ست سنوات إلى حديقة كانت متنفسا للأهالي في حي البوادي شمال شارع صاري وعلى شارع ( الخطيب التبريزي ) وبجوار مسجد نور الإيمان ، لنجد أكثر من 75% آنذاك بين عشية وضحاها ارضا جرداء لم؟ لا أدري؟ وحذرت يومها من ان هناك مشروع اختطاف للحديقة ونوهت بعد ثلاث سنوات أنه تبين انه قد تم تأجير نصفها استثمار كمحطة محروقات وبقي نصفها الآخر مجمعا لمخلفات إنشاء المحطة دون إكتراث، حقيقة مرت وواقع حال والأمانة لازالت تغرد خارج السرب وقلت يومها إننا نخشى بعد غد ان نجد شوارع الخدمة خارج الخدمة بحجة الاستثمار ، لغير المدروس والذي لا يرعى أبسط متطلبات المدن العصرية. الحقيقة المرة أن من يتابع ذلك قد تتجاذبه اسئلة محرجة لكنها مهمة ، هل المسؤولين بالأمانة يرتادون نفس شوارعنا أم لهم شوارع خلفية تفصل بينهم وبين واقعنا المر الأليم والطامة الكبرى اننا بعد فترة نشاهد إقامة عمائر سكنية في جزء كبير مما تبقى من الحديقة فهل الحديقة مستثمرة أم بيعت أم ماذا؟ . وهل كل هذه السنوات لا تكفي لتتجاوب الأمانة ؟! من يدري لعل موجة الحزم التي أعادت الكثير من الشوارع والمخططات تعيد لأهالي البوادي حديقتهم ..هذا وبالله التوفيق.
جدة ص ب ـ 8894 تويتر : saleh1958

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *