جدة .. بين الغيمة والكرسي

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بدر التيهاني[/COLOR][/ALIGN]

صباح كغير كل صباح..
تشرق فيه الشمس وبحكمة إلاهية بأن يكون النهار نعمة لنسيان ما تم في مساء يوم قبله قد يكون كئيباً مليئاً بالمشاكل التي تثقل كاهل البشر، ولكن ولادة يوم جديد تبشر بحياة جديدة وتفاؤل نحسب بأنه هو نجاتنا من إرهاصات الزمن والبشر..
هذا هو حال أي مجتمع سوي وهذا هو المفترض، ولكن لو كنت في جدة فستشعر بغير ذلك..
عندما نصحو ونتفاجأ كالأطفال بوجود غيمة سوداء خابت آمالنا على عكس ما هو مفروض بأن نفرح بخيرات الله ونعمه.. والسبب؟ جلوس ذلك المسؤول على كرسيه المتواضع البسيط الذي يساوي قيمته سيارة مواطن وهو يوقِّع وينظر من أجل مكاسبه وليس لإصلاح هذا البلد. نسى مهامه ونسى بأنه كُلف من ولي الأمر ليخدم وطنه والمواطن وليس أن يخدم نفسه هو وذلك التاجر.
لقد نسى المعادلة التي يفترض به أن يتعلمها من منصبه والتي لابد له من تطبيقها دون الرجوع إلى أهوائه المتمردة على عقله.
الحقيقة أنه في مثل هذه الأيام وأنا أكره أن أعود إلى الماضي القريب أو البعيد ولكن من أجل أن نشعره بما عشناه في أيام عصيبة أصبنا بهاجس أرعبنا وزرع بنا جميع مشاعر الخوف المختلط بالدعوات بأن يحمينا مما أصابنا ليس ذلك اعتراضاً على قدر الله ولكن استغراباً من أسباب هي أخطاء بشرية.
هل تعلم يا سيادة المسؤول بأنه في كارثة جدة كان هناك رجل من الجنسية الباكستانية وغيره كثير يوزع قليلاً من الفطائر والعصير على المتضررين ولوجه الله دون أن يكسب من ذلك ريالاً واحداً.. ليتك رأيته لعلك تسأله لو كان مكانك فهل سيكون فعله مثل فعلك؟ فأنت زرعت مشاريع فاشلة بكل المقاييس وهو يحاول أن يضمد جروح مواطن ومقيم.
لقد أصبحنا نجهل كل معاني القيم الإنسانية التي تتجلى في أحلى صورها في ديننا الحنيف منذ أن نتربع على كرسي المسؤول وكأنه خيل لي بأن هذا الكرسي يتلبسه شيء من ممالك الجن التي تتلبس به لتغير مسار المسؤول الصالح إلى عدو لمجتمعه ليس على العموم وإنما البعض، حتى لا تؤخذ النظرة في مقالي بأنها سوداوية.
جميل أن نصدق مع أنفسنا.. وجميل أن نعيش حياة كريمة.. وجميل أن نعالج أنفسنا.
اقترح على الدكتور طارق الحبيب أن يتجه إلى مدينة جدة ويقوم بمعالجة المواطنين من هلع ذلك اليوم لعلنا نفرح حينما تأتي تلك الغيمة التي تمطر لنا خيراً.
مقولة أعجبتني (الحب الحقيقي يعني أن تكون سعادة الطرف الآخر أكثر أهمية من سعادتك الشخصية).
أكاديمي وكاتب صحفي
@ BTIHANI T:

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *