جبال السروات : مصدر الأمن الغذائي المنسي
المملكة العربية السعودية بلد صحراوي بشكل عام ونسبة المناطق الزراعية محدودة جدا لا تكاد تذكر مقارنة بحجم البلد الهائل . ولقد دأبت الدولة عبر حقب متتالية إلى القيام بعدد من المحاولات من أجل توفير مصادر مستدامة للأمن الغذائي ففتحت وزارة الزراعة ذراعيها للمواطنين مانحة إياهم قروضا هائلة من أجل استصلاح الاراضي شبه الصحراوية وحفر الآبار بأعماق سحيقة وزراعة الحبوب وقد كانت التجربة في بدايتها مشجعة وواعدة لكنها اصطدمت بعقبة كؤود أشد خطرا من مشكلة الأمن الغذائي فقد حذرت منظمات دولية من وصول مستويات المياه الجوفية في المملكة إلى حدود متدنية نتيجة استهلاك كميات هائلة منها في إنتاج الأعلاف وغيرها . عندها صدرت التوجيهات بالحد التدريجي من هذه الاستراتيجية حتى تتوقف نهائيا .
ولست أدري هل نسي الباحثون والمختصون الزراعيون جبال السروات وما تكتنفه من مزارع ومدرجات زراعية تسقى بماء المطر وكانت لقرون طويلة مصدرا غذائيا رئيسا لكثير من حواضر الجزيرة العربية .
هذه المدرجات صغيرة المساحة , وفيرة الانتاج ولا تحتاج الى جهد يذكر سوى العناية المعتادة حتى تؤتي أكلها بكل يسر وسهولة .
يعاني المزارعون في هذه المناطق من ارتفاع تكاليف تجهيز الأرض وحصاد المحاصيل مقارنة بالعائد المادي مما جعلهم يعزفون عن زراعة أراضيهم فأهملها كثير منهم حتى غطتها الاشجار والحشائش الضارة .
وهنا يبرز تساؤل كبير : هل يمكن أن تقوم وزارة الزراعة باتفاق شراكة بين ملاك هذه المزارع و مستثمرين زراعيين من ذوي الخبرة والقدرة من أجل استثمار هذا الشريط الطويل الذي يمتد من عسير وحتى الطائف مع توفير الدعم والتسويق ؟
الأمل كبير في أن تلتفت الجهات المهتمة إلى هذا الأمر وتوليه العناية الفائقة فلعل نجاح التجربة أكبر بكثير من أي عقبات متوقعة .
omarweb1@
التصنيف: