جامعاتنا وقيادات العمل الفكري

• محمد حامد الجحدلي

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد حامد الجحدلي[/COLOR][/ALIGN]

لأننا مجتمع يدرك معنى استثمار العنصر البشري والتي في مقدمة أهدافه الإنسان السعودي في هذا الوطن العزيز علينا ولكل من عاش على أرضه وتربى بأصالته، ولأن إدراكنا لهذه الحقيقة تأتي من قناعتنا برؤية قيادتنا السياسية ونظرتها الصائبة لحاضر ومستقبل جامعاتنا السعودية والمستوى النوعي والفكري لخريجيها من الطلبة والطالبات، وبما ينسجم مع واقع الحاضر وقراءة المستقبل والقدرة على القيام بالمسؤولية الوطنية أداءً وفكراً، وهو مايتردد على مسامعنا على ألسنة ولاة الأمر في أكثر من مناسبة عبر وسائل الإعلام واللقاءات المباشرة وبصورة أكثر خصوصية في جلسات العمل التي تجمعهم مع قيادات العمل الفكري من مديري هذه الجامعات، المعنيين بحرصهم على رعاية هذه العقول وحمايتها ممن يتربص بها بغية تحقيق مآرب عدائية حقدا وكراهية للأمة والوطن وحسدا لهذه الثروة التي بين أيدينا من شبابنا، لتأتي دقة الاختيار من قبل ولي الأمر لهذه القيادات الفكرية لتتحمل الأمانة التاريخية كاملة نحو طلبة وطالبات العلم وحمايتهم من هذه التيارات الفكرية والأيدلوجيات التي من المؤكد أنها تختزن المزيد من الكراهية نحو الآخر بمسميات متعددة، لإيماننا المطلق وإرادتنا الصادقة وأن طموح هذه القيادات من مديري الجامعات السعودية الذين شرفوا بهذه الثقة وأخذوا مواقعهم القيادية على أعلى
مستويات العمل القيادي الجامعي و لديهم أساليبهم التربوية لتحصين شبابهم الجامعي من كل مايشتت أفكارهم، من خلال الأنشطة الطلابية بالحوارات الفكرية واستضافة رموز الوطن من أصحاب السمو الأمراء ووزراء الدولة ممن لهم تجاربهم الحياتية وتأثيرهم على وسائل الإعلام وتسخيرها لتهيئة الرأي العام من طلاب الجامعات والنخب الثقافية، ولهم تجاربهم الناجحة وحرصهم على تحقيق الأهداف العُليا للوطن، وبما لهم من خبرات ميدانية معاصرة تحسب لهم وليسمح لي معالي الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أن أتخذ من منهجه الأكاديمي في هذه الجامعة مثلا يحتذي بتوفير أجواء أكاديمية أكثر اعتدالا ووسطية لتقديم الكثير من التجارب المعاصرة التي يحتاجها شبابنا الجامعي في فترة تتطلب تصحيح مسارات عديدة علقت بأذهان البعض لفترات زمنية سابقة، هذه الشخصية القيادية من واقع سيرته الذاتية وتخصصه والمواقع التي شرف بقيادتها، ورغبته في التطوير والتغيير الجذري من خلال البرامج المقترحة للعام
الجامعي الحالي بكل ما يعني بالإنسان وارتباطه بمن حوله زمانا ومكانا، وهذه القفزة النوعية التي تزيد من متانة نسيجنا الاجتماعي مع بقية أفراد المجتمع رجالا ونساء دون نزعة أحادية ولأننا نقبل التعددية الفكرية في إطارها الصحيح، ومن هذا المنطلق فعلينا أن نتيح كافة الفرص لكل التخصصات بتشجيع التنافس الشريف وإحياء البحث العلمي الذي درج عليه علمائنا وفق منظور عصري متجدد بتحديد ضوابطه وأسسه الأكاديمية، ونحن نعيش في مجتمع هاجسه التطوير ورغبته التكيف وفق متطلبات عصر التنوير الذي يعيشه عالمنا اليوم، و يجدر بنا أن نقدر لكل المخلصين تضحياتهم التي مكنتهم من أداء رسالتهم ووجدت دعم وتشجيع قيادتها وإيجاد البنية التحتية التي تحتاج إليها الجامعة الإسلامية من المنشآت قديمها وحديثها التي تخدم أنشطتها وتحقق أهدافها، على أمل قريب جدا أن نرى منشاءات هذه الجامعة وقد اكتملت في ثوبها الجديد الذي يليق بها وبالعقلية اليقظة التي شرفت بقيادتها ممثلة في معالي مديرها الحالي وبدعم عاجل لكل من معالي وزير التعليم العالي ومعالي وزير المالية، وفي صورة مماثلة في قلب العاصمة الرياض حيث احتفل الوطن ممثلا براعي العلم والعلماء خادم الحرمين الشريفين عندما تفضل بوضع حجر الأساس لأحدث جامعة سعودية للبنات التي احتلت الرقم الواحد والعشرين بين بقية
شقيقاتها الجامعات السعودية \” جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض \” بإعلان هذا الاسم في تاريخ جامعاتنا العريق يوم الأربعاء الماضي في أجواء علمية توحي بمستقيل أكاديمي يتناسب مع عطاء المرأة السعودية وإمكانياتها الفكرية، في وطن يؤمن بحقوقها ومكانتها ولنتذكر هذا الرقم بتوقيته وتاريخه، ولترويها الأجيال من أجل أن نسمو بالعلم ونسخر له كل الإمكانيات المادية والبشرية، بتشجيع قيادتنا السعودية مستثمرين منجزات عصرنا ولنواصل المسيرة العلمية بخطوات أكثر جدية، لتحقيق مكاسب علمية وحضارية وإنسانية على المستوى المحلي والعالمي في فترة تاريخية كالتي نعيشها بكل مؤشرات الدعم من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزير وسمو ولي العهد الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهما الله .
[ALIGN=LEFT]Mu 7 mad@ hotmail . com[/ALIGN]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *