«جازويات» تقول الكثير (1)

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]جابر الريثي[/COLOR][/ALIGN]

نسمع ونقرأ عبر وسائل ومنابر متنوعة من شخصيات مختلفة الكثير من الروايات المتعلقة بمراحل حياتنا الماضية والمتطابقة مع أحداث تلك المراحل التي عشناها , ولكنها لا تثير فينا شيئاً ولا نتفاعل معها , ولكن عندما يروي لك صديقك الذي عشت معه فترات المراهقة ومراحل الدراسة \” قصصاً مختلفة من مراحل حياته الماضية قد تتفاعل معه بشكل عجيب حتى انه يأخذك إلى ذكريات سابقة تتذكر معها أحداث عايشتها خلال فترات حياتك السابقة وتندمجان سويا في استرجاع شريط تلك المراحل, هكذا هي \”رواية جازويات للشاعر الروائي فهد فاتك\” وكأنها صديقك الذي لم يفارقك منذ الطفولة , والذي عشت معه جميع مراحل حياتك المختلفة سواء في الدراسة – في المراهقة – في الشارع – في كل تفاصيل حياتك السيئة منها والجميلة. هذا لأنها تخاطبك بلغة بسيطة سهلة قريبة منك; ببساطة كما لو كان صديقك المقرب الذي يحدثك , ولا أبالغ إن قلت أن \”الجازويات\” تخبرنا عن تفاصيل حياتنا في المراهقة بما لم يخبرنا به الأصدقاء وبما لم تحفظه الذاكرة , لأن الجازويات تزودك بصورة بانورامية عن مرحلة حياتك في المراهقة ; تجد فيها من مراهقتك رائحة المكان ,وطعم المشاعر ,ومشاكلك وهمومك بأشكالها وألوانها. في الواقع حياتنا جميعاً تتشابه كثيراً في تفاصيلها حين نلتقي في الزمان مهما اختلف المكان. جازاويات هي الرواية الأولى لكاتب مدهش لا يتعدى عمره 23 عاما , ومع هذا حصدت الكثير من الأرقام , الرواية في ثلاثين يوما بيع منها 2000 نسخة , وتم ترشيحها لجائزة البوكر العربية , كما صنفتها جامعة تكساس أوستن الأمريكية ضمن الكتب المصنفة بمكتبة الجامعة الأمريكية , وتم تصنيفها أيضا في جامعة ستانفورد , كما قيَّمها موقع جود ريدز من مؤلفات 2012م , وليس غريبا عندما تحدثت عنها الصحف العربية الشهيرة مثل السفير اللبنانية , والمواقع العالمية مثل الشبكة الدولية لحرية التعبير , وغيرها من الصحف والمواقع المحلية والعربية والعالمية. إنه عمل عظيم حقاً ومتفرد عندما تحظى الرواية الأولى بكل هذا , ولا زالت \” جازويات\” تريد أن تقول الكثير.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *