[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد مصطفى [/COLOR][/ALIGN]

يتعامل (بعض) شباب ميدان التحرير في مصر مع الثورة كما يتعامل مع \”فرشاة أسنانه\” .لا يجوز الاقتراب من الثورة، غير مسموح لغيرهم بالتحدث باسمها، ممنوع التحاور حول سيناريوهاتها، محظور الاختلاف فى وجهات النظر بشأن حاضرها ومستقبلها.يتحدث هؤلاء بمنطق: \”أنا اللى عملت الثورة.. أنا اللى فى الميدان.. ثورتى وأنا حر فيها\” إذا اتفقت معهم فأنت \”تركب الموجة\”، وإذا اختلفت معهم فأنت \”خائن\” ..\”الميدان بتاعى\” روح لم تكن موجوداً فى يناير.
قائمة الأشياء الشخصية التى حفظناها فى المدرسة كانت تشمل الفوطة والملعقة والصابونة وفرشاة الأسنان.. لم يكن من بينها الثورة على ما أذكر!
ثورة مكتوب عليها \”للاستخدام الشخصى فقط\” لا تعبر عن المجموع، ومظاهرات ترفع مبدأ \”دماغى أولا\” تفرق أكثر مما تجمع.
\”شخصنة الثورة\”، و\”تضخيم الذات\”، و\”تعظيم الفرد\”، عكس مبادئ ثورة 25 يناير، لذلك أجد نفسى مندهشا من هؤلاء (البعض) الموجودين فى الميدان، عندما يتحدثون بلسان: إما أن يتحقق رأيى، ويؤخذ برؤيتى، وإلا البديل هو الاعتصام والتظاهر والتصعيد، بل والشتم والتجريح فى الفضائيات لمن يختلف فى هذا الطرح.
حالة الاستقطاب الحاد تتزايد يوما بعد يوم، وتتوالى الانقسامات الانشطارية، سواء بين الميدان وخارجه، أو بين المتواجدين فى الميدان أنفسهم.
أخشى أن يأتى اليوم الذى يتحول فيه الجهاد الوطنى إلى \”اعتراض من أجل الاعتراض\”، فلا استفتاء شعبى يلزمنا، ولا رئيس حكومة يرضينا، ولا دستور يجمعنا، ولا انتخابات نتحمس لإجرائها، ولا نتائج نحترمها، ولا أغلبية نمتثل لها، ولا أقلية نراعى رأيها.
ديكتاتورية (بعض) هؤلاء فى الرأى، وما يمارسونه من إرهاب فكرى تجاه المختلفين معهم أصبحت تنذر بالقلق، خاصة بعدما تطورت من تصريحات إلى تصرفات، ومن تصرفات إلى قرارات، ومن قرارات إلى أوامر.
كاتب مصري

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *