ثورات الشعوب العربية وما حولها
لواء .م/صالح محمد العجمي
كأني بتلكم الشعوب وهي تردد الآن بعض الامثلة القائلة (كالمستجير من الرمضاء بالنار) ، (وفرحة ما تمت)..الخ.
نفذت بعض الشعوب العربية ثوراتها للتخلص من القيادات الحاكمة في بلدانها على أمل أن الامور ستتجه الى الافضل والنتيجة العكس. فرغم ماكان مزعجاً لتلكم الشعوب من الحكام الذين أطيح ببعضهم وثوراتهم مستمرة للإطاحة بالآخرين إلا أنه في الماضي كانت الامور من الناحية الأمنية مقبولة. بحيث تعود المواطن فيها على الحفاظ على نفسه وعرضه ودمه في ظل أحكام قانونية ودستورية مقبولة. أما بعد قيام الثورات آنفة الذكر فقد تفشى الانفلات الأمني. والقتل والقهر وسلب الاموال. ثم ترويع الآمنين. فيا ليتها ما كانت، والمستقبل بالتأكيد يعتريه الخوف والتردد. ففي العهود السابقة كان الانسان حراً في تصرفاته الاجتماعية والاقتصادية والصحية وكل شيء مقنن ومحفوظ. ولو أن هناك بعض الملاحظات من الفساد العام عند بعض المتنفذين من المسئولين السلبيين. والذين كانوا سبباً في قيام هذه الثورات الملفتة للنظر من كل النواحي. ولنا أن نتصور ما آلت اليه الامور في عراقنا الحبيب قلعة الصمود العربي الشجاع والمثقف. والذي كان ينشد ما يسمى بالديمقراطية فاستعان بقوات التحالف ضد حكم صدام. وبالتخلص منه زادت وتراكمت الجراح المختلفة ولا زالت. ثم ما وصلت اليه الامور في تونس الخضراء. ثم في مصر والآن في اليمن العريقة، وفي سوريا وليبيا عمر المختار. صحيح أن هناك بعض القادة الذين استهتروا بمشاعر شعوبهم ومقّدراتِها وطبقوا المثل القائل ( ياشمس قومي وأقعدي أنا الزعيم الأوحدي ). فلقد انفردوا بالرأي والقرار والهيمنة الكاملة على أوطانهم ومن عليها، ثم جاء الجزاء على قدر العمل تماماً. ولكن ومن سوء الطالع أن من بقي منهم لم يستفد مما حّل بالآخرين فهو في عناده ومكابرته رغم الاهوال والمفاجع والمواجع في كل مكان.
عموماً كان الله في عون مواطني هذه الدول فيما سبق بوجود أولئك القادة. أما الحاضر فالأمل في الله ثم في اتحاد الكلمة على الحق والصدق والانصاف. ومن هنا فلعل في وعي الشباب المثقف والعلماء في مختلف درجاتهم العلمية اجتماع الرأي والاتجاه والمضي لتحقيق ما ينشده الجميع من مثل هذه الثورات التي أنهكت كل الجهود الذاتية والاموال ومختلف الظروف. بحيث يكون التعاون الشامل والنهوض بشعوبهم من الفوضى وانعدام الامن والاقتصاد الى بر الامان.ليحققوا الأهداف التي من أجلها ثارت الشعوب وتحركت في سبيل التغيير من السلب الى الايجاب. وفي رأيي أن ذلك ممكناً إذا صدقت النية وعُمِد الى إنكار الذات ونودي لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، بصرف النظر عن الاهواء والاغراض والأنانية، بمعنى تحكيم العقل على العاطفة في كل جديد. والله الموفق.
التصنيف: