ثم تتساءلون لماذا تزداد الأسعار ؟

• أحمد محمد باديب

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أحمد محمد باديب[/COLOR][/ALIGN]

إن الاقتصاد لا يتجزأ فهو مرتبط بعضه ببعض بشكل عضوي وجذري فعندما يرتبط الريال السعودي بالدولار الأمريكي فإن ذلك يعني أن كل قوة للدولار هي قوة للريال وكل ضعف له هو ضعف للريال، وهذا ماهو قائم من سنوات ماضية الدولار يمر من ضعف الى ضعف وبالتالي يتبعه الريال وعندما نقول إن الدولار ضعيف فهذا يعني أن قيمته الشرائية تتناقص وبالتالي فالسلع يزداد سعرها، نعم دخلنا سيزداد لأن سعر البترول سيزداد أيضا لأن قيمته تقوم بالدولار وهذا جعل كثياًر من دور الدراسات الاستراتيجية هذه الأيام تتحدث عن أن قدرة المملكة على التصدير للخام ستتناقض لأن الاستهلاك الداخلي للبترول يزداد.
وهم يعتقدون أن المملكة في عام 2030م ستكون مستهلكة لما يزيد قليلاً لما يزيد قليلاً عن أربعة ملايين برميل بترول في اليوم وحيث إن البترول يشكل 90 % من دخل الدولة لذا فإن هذا الدخل سيتناقض وسيحد من إماكنية الدولة على الإنفاق على القطاعات المختلفة لذا دقت نواقيس الخطر، والحقيقة أن ذلك الخطر حقيقي إذا استمرت الدولة في عدم شحذ إمكانياتها للتنمية الحقيقية التي تتيح مزيداً من فرص العمل وتستغل جميع إمكانيات هذه المملكة العظيمة من معادن ورمل وغاز وبترول وشمس وبحار وغير ذلك من النعم العظيمة التي وهبها الله لهذه البلاد ولنحاول معاً تحليل بعض معطيات هذه الدراسات الاستراتيجية:
1- إن الاستهلاك اليومي الان في المملكة من البترول الخام هو يزيد قليلاً عن مليوني برميل يومياً وهذا طبيعي فنحن دولة يتزايد عدد سكانها بشكل كبير وتزداد فيها أعداد السيارات بشكل مخيف فأغلب ما نستهلكه هو مانستعمله للسيارات !!
إذا لو أننا عملنا مواصلات عامة كالمترو والقطارات ومواصلات بحرية بين المدن فإن عدد السيارات سيقل بشكل كبير ولو أننا شجعنا السيارات الكهربائية والتي يمكن شحنها عن الطاقة الشمية فإننا سنوفر بترولنا لنستخدمه في إنشاء مصانع بتروكيماويات وبالتالي نحصل على القيمة المضافة لهذا الخام بدلاً من تصديره خاما يحصل الآخرون منه على القيمة المضافة التي لا تقل عن سبعة اضعاف. إذا لابد من إيجاد شبكة من المواصلات عامة والقطارات والتشجيع على استخدام الطاقة الشمسية وزيادة المصانع البتروكيماوية وتنويع منتجاتها لتصبح منتجات متقدمة، لأننا ننتج فقط من سلسلة المنتجات البتروكيماوية مالا يزيد ع عشرين منتجاً من سلسلة منتجات تزيد عن ألف منتج كيماوي.
2- إن تشجيع القطاع الخاص على الاستثمارات في الطاقة الشمسية يعني إيجاد مصانع للمواصلات تعتمد على هذه المنتجات وإنتاج ألواح زجاجية بمواصفات عالية كالزجاج الأسود من رمال الصحراء التي لا ينافسنا في العالم أحد على جودتها وكمياتها فربع بلادنا مليء بهذه الرمال.
إذاً سيكون عندنا صناعات جديدة وسنوفر طاقة بديلة عن البترول خاصة في كهرباء المنازل يجب أن يكون لكل منزل مولدات للطاقة الكهربائية من الشمس ونحن اليوم في وضع نستطيع أن نؤمن ذلك ونحن في بلد شمسه مشرقة أكثر من نصف يومه وهو ما لا تتمتع به دول كثيرة، أما الطاقة الهوائية فحدث ولا حرج يمكن على ضفاف البحر الأحمر والخليج ومشارف الجبال العالية وضع التربينات الهواية التي تنتج الطاقة من الهواء وهذه الطاقة يمكن استخدامها في تحلية مياه البحر وإعادة معالجة مياه الصرف الصحي فتقل تكلفة الإنتاج.
إذاً سيكون عندنا صناعات أخرى جديدة واستخدام أفضل لما وهبنا الله من هواء وشمس وبحار وغير ذلك.
3- يعيش على أرضنا آلاف من إخواننا في العقيدة نذيع على أسماعهم كل يوم المساواة بيننا وبينهم في كل شيء والعدالة والحب .. إلخ، كما أن نظرية السعودة بهذا الشكل تعني عدم الارتقاء بالمستوى العلمي لأبناء الوطن لأننا نريد منهم أن يكونوا قهوجية وسفرجية ونازحي دبول وعمال صيانة وعمال زبالة و.. ألخ ، وهذا يمكن في دولة تقول لشعبها أننا نعمل لرخائكم والله قد وهبكم النعم لكن مع الاصرار على محاربة الفقر لطبقة معينة قسراً فيصبح الناس كما تنادي النظريات المندحرة الشيوعية الناس كلهم سواسية في كل شيء، مع أن الله فضّل أناساً على آخرين في الرزق وفي القدرات وفي التوفيق .
إننا نعمل من خلال بعض القوانين التي نفرضها كل يوم من أجل السعودة على طرد رأس المال الوطني وأخافة رأس المال الأجنبي من المجيء للوطن لايمكن \” وللمرة المليون أقول\” لايمكن حل مشكلة البطالة جزئياً إلا بالتنمية وسيظل نسبة من البطالة لأن هؤلاء لايريدون أن يعملوا، إن أمريكا وبكل امكانياتها فيها بطالة تتجاوز ثمانية بالمائة ومع ذلك فيها ستون مليون عامل غير أمريكي وكذا أوروبا.
واليوم تسمع عن قانون جديد أو ضريبة جديدة يريد فرضها وزير العمل على العمالة العاملة في المملكة وهي مائتا ريال في الشهر أي ألفان وأربعمائة ريال في السنة \”قال بعضهم أنه يريد أن يمول صندوق حافز من هذا المال؟؟\” إن إضافة هذه الضريبة يعني لو كنت أنا صاحب مطعم ولدي عشرة عمال أو يزيد سأدفع شهرياً ألفي ريال لهؤلاء العمال وسنوياً سأدفع أربعاً وعشرين ألفاً، كيف أنا سأدبر هذا المبلغ؟؟ سأرفع قيمة ما أبيعه من طعام والذي يبيعني الخام سيرفع قيمة الخام والذي استأجر منه المطعم سيرفع قيمة الإيجار و… الخ سلسلة لا تنتهي من الزيادة في الأسعار سيأكل ما تقدمه الدولة من مساعدات للعاطلين وستأكل رواتب الموظفين وستثقل عاتق الموظفين، وقد يفكر أيضا المسؤولون عن المنتجات البترولية والغاز أن يزيدوا من أسعار هذه المواد وبالتالي ستزيد أسعار الكهرباء… الخ سلسلة لا تنتهي من الزيادات ستظلم الناس كما هو حاصل في البلاد المجاورة.
أيها المسؤولون أمام الله قبل أن تكونوا مسؤولين أمام الملك، أتقوا الله في الناس فليست الديانة والتقوى في عدد ركعات الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والحج، بل الدين أن تتقي الله في الناس فلا تحاربهم في معيشتهم من خلال قوانين قد تصبح عواقبها وخيمة فنقول ياريت اللي جرى ماكان.
إن الاجراءات التي لاتأخذ في الاعتبار جميع الاحتمالات قد تصبح نتائجها أسوأ بكثير من محاسنها فإذا فرضتم على القطاعات هذه الضرائب غير المباشرة فلا تسألوا في المستقبل عن التضخم أو بالعربي لماذا تزداد الأسعار؟ وبالتالي لماذا ….
أسأل الله أن ينير بصائرنا لنركز على التنمية على التنمية على التنمية، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *