الأرض مهد الإنسان ، ومهبط أبينا آدم عليه السلام حين أكل من الشجرة، فهبط الأرض مع أمناً حواء ، وعدوهما الذي سول لهما ، وعدو البشرية جمعاء إبليس الرجيم ..
ظل حنين أبينا آدم إلى الجنة ، ولكن ثمن العودة كان أكبر وأعظم من سفك دماء ، أو قتل ، أو كثرة هرج ، فالثمن لها العمل بشرع رباني ، ونهج قويم، فلو كان الثمن للعودة قتل الشيطان لمكنه الله منه ، ولو استحسن فعل قابيل مع هابيل لنال مراد دنياه على هذه الأرض ، وحسن عمله واستحق مثوبة الجنة..
ثمن الجنة أعظم من قتل وسفك ، وتدمير وخراب ، ثمن الجنة صبر ومصابرة وعمل ومثابرة ، وليس مغامرة، الجنة حفت بالمكاره ،ولا أظن ينالها من عق وشق ممن غلّب مكمن شهوة الذات واتبع هواه وأفكار شيطان إنس سول له شيطان قد كره عمارة الأرض وطاعة خالقها ومناهج الخيرية بين ساكنيها..
فقد نال الجنة ساقي كلب ضامىء، ودخلت النار حابسة هرة، الراحمون يرحمهم الله ، والله عفوه سبق سخطه، ورحمته سبقت عذابه ومانرى من معقدي التفكير ، تكفيري العقيدة إلا استعجالاً لعذاب الله.
وهب الله للإنسان العقل ليتفكر ويتدبر في هذه الأرض وهي نعمة للبناء والإعمار أخوة فيه ،وعبادة لله لنيل جنته وليست القربى بأن نقدم قرابين بشرية موحدة لله مؤمنة برسوله ، ساهرة في سبيله ، ولنا في قصة إبراهيم عليه السلام إسوة مع إسماعيل عليه السلام، فمن لا يتفكر ويتدبر بعقل أنعم به الله عليه في أرضه فو الله ليس جديراً بجنته.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *