الى جانب العبادات، يقوم كثيرون بعمل الصالحات وبذل الخيرات من بر واحسان الى الناس ونحو ذلك، لكن البعض يريد بها عرض الدنيا ورجاء ان يجازيه الله ثواب عمله في الحياة، وهؤلاء ليس له في الاخرة من نصيب. قال الله تعالى: ” من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون” وقال سبحانه: “فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الاخرة من خلاق” اما المطبقون للايمان بالله واليوم الآخر فهم الذين قال الله فيهم: “ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”.

إن الاخلاص روح عمل المسلم وفلاحه، وبدونه يكون عمله هباء منثورا. فالاخلاص من اهم اعمال القلوب بمحبة الله ورسوله والتوكل عليه سبحانه، والنية كما قال العلماء هي بمنزلة الروح، فيما العمل بمنزلة الجسد للاعضاء. وقد اخرج البخاري معلقاً عن علي بن ابي طالب – رضي الله عنه – انه قال: “إن أخوف ما أخاف عليكم اثنتان: اتباع الهوى، وطول الامل، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، واما طول الامل فينسي الآخرة، إلا وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، إلا وأن الدنيا قد ارتحلت مُدبرة، ولكل واحد منهما بنون، فكونوا من ابناء الاخرة، ولا تكونوا من ابناء الدنيا، فان اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل”.
وعن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قوله: اضحكتني ثلاث، وابكاني ثلاث: اضحكني مؤمل الدنيا والموت يطلبه، وغافل ليس بمغفول عنه، وضاحك بملء فيه، وهو لا يدري أأرضى الله ام اسخطه؟! وابكاني فراق الاحبة محمد وحزبه، وهول المطلع عند عمرات الموت، والوقوف بين يدي الله، يوم تبدو السريرة علانية، ثم لا يدري الى الجنة ام الى النار”.. كما قال ابو الدرداء – رضي الله عنه: “ابن آدم، طأ الارض بقدمك، فانها عن قليل قبرك، ابن ادم، انما انت ايام، فكلما ذهب يوم ذهب بعضك، ابن ادم، انك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك”.
وقال الحسن البصري – رحمه الله -: “يا ابن آدم، اعلم انك ايام معدودة، فاذا مر يوم من جزء منك، واذا مر الجزء من الكل، وانت تعلم فاعمل” وصدق القائل:
إنا لنفرح بالايام نقطعها
وكل يوم مضى يدني من الاجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً
فانما الربح والخسران في العمل
هكذا المسلم عليه ان يدرك يقينا مراقبة الله له في كل اموره ظاهرها وباطنها، ولا يكون غافلاً بل دائما محاسباً نفسه في كل اموره واحواله حتى يسلم من شرور الغفلة المهلكة، قال جل وعلا: “واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين”.
ما أكثر الاحاديث التي تنهي عن الغفلة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “القلوب اوعية وبعضها اوعى من بعض فاذا سألتم الله عز وجل – ايها الناس، فسلوه وانتم موقنون بالاجابة فان الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل”.
من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم “اللهم اني اعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك”.
للتواصل/ 690973

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *