محمد حامد الجحدلي

لأن العالم اليوم يعيش إرهاصات العصر بكل فرضياته ومعطياته التي باتت تشكل أمامه أهم المخاطر التي تحاك ضده بعد أن تلاشت الألوان المعتمة وانكشفت الأقنعة الزائفة ولم يكن أمام الغلاة إلاّ الانصياع لثقافة التسامح التي نزل بها الإسلام كآخر الأديان السماوية ووجدت أشرف خلق الله نبي الهداية ورسول الأمة كنموذج يمكن تطبيقه على سائر المجتمعات الإنسانية تحت مظلة شريعة السماء وفق معايير العدالة الاجتماعية التي ترعى حقوق وواجبات الأفراد والجماعات وتساهم في تنظيم أمورهم المعيشية والحياتية وتكون لهم سندا بعد عون الله خصوصا لمن يعيشون أوضاعا مأساوية على خريطة العالم دون أن تمتد لهم تلك الأيدي الحانية لإنقاذهم من هول المأساة التي ألمت بهم وتكالبت عليهم ظروف في غاية الصعوبة انعكست بصورة سلبية تكشف بشاعة الأوضاع التي تمر بتلك الفئة في غفلة من حزم من القرارات الصائبة والحكيمة التي كان بإمكانها أن تسد الفراغ وتقوم بواجباتها وتقديم يد العون لهم عن طريق الجمعيات الخيرية والأعمال التطوعية مهما كان حجم المساعدات الرسمية التي تقف عاجزة عن الوصول لأصحابها الحقيقيين وهو ماتعانيه العديد من دول على هامش الكرة الأرضية ولاعتبارات قد يطول شرحها جفَّت منابع الخير التي كانت تمثل بلسماً شافياً لهم وإن قل حجمها.لذا تكونت جيوب خفية تمارس الإرهاب ليس ضد حكومات الدول ذاتها وإنما على مستوى يهدد أمن المجتمعات حينما تلجأ تلك العناصر للأعمال الإرهابية في صورتها الإجرامية ذات الطبيعة الدموية والتدميرية كتعبير عن سلوكيات لا تمت للإسلام بصلة وإن كان من قام بها ينتمون للجماعات الإسلامية كما يزعمون أو كما نعتهم أصحاب الديانات الأخرى بهدف الإساءة للدين الإسلامي وأتباعه بمختلف شرائحهم العمرية وقيمهم الاجتماعية ومخزونهم الفكري والثقافي وقد يتسع الفارق لما هو أبعد من ذلك بكثير بعيداً عن دلالة الغرابة التي يظنها البعض الآخر وإنما لتنامي أفراد تلك الجيوب التي كان بالإمكان استئصالها حتى لاتتفاقم المشكلة وتتكاثر خلاياها طالما أن أهدافها ضحلة ومكتسباتها مسلوبة ومواردها مغتصبة فأي حياة يستحق أفرادها أن يعيشوها وأي تنمية يدعوها سوى الدسائس والانهزامية والتخفي في جنح الظلام لممارسة أساليبهم الغوغائية التي تنم عن بؤسهم وشقائهم وانحرافاتهم ولأن المجتمع الدولي لازال يمتلك مقومات الحياة السعيدة ولديه أدواته وعناصر نجاحه محاولاً اختراق تلك الأنماط السيئة بسياسة الوعي الحضاري وثبات الرؤية وصدق الأهداف وآلية التنفيذ بحثا عن الأرضية الأكثر انسيابية وجاذبية بدعم أفكارهم الواقعية لتكون نماذج خير فاعلة تحظى بمشاركة عالمية لتبني هذه المشاريع ودعمها مادياً ومعنوياً.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *