[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن ظافر[/COLOR][/ALIGN]

أحد الأصدقاء قال لي مرة أنه وجد بالصدفة مجموعة قصص خاصة بالطفل تباع بسعر زهيد في إحدى البسطات المخصصة لبيع الخردوات لا تستغربوا!! أنا نفسي وجدت من يبيع كتب أبيه بين حراج السيارات في خميس مشيط، يقول توفي أبي ولم يخلف لنا سوى هذه الكتب.. حيث اضطروا لبيعها والاستفادة من ثمنها.. لكن أحداً لم يكترث لها.. عموما هذا ليس موضوعنا .. أردت دفع فقط الغرابة عن مسألة بيع الكتب في محلات الخردة.
المهم.. صاحبي اشترى تلك القصص ومضى ليقدمها لطفلته الوحيدة ابنة الثلاث سنوات، وكان على يقين أنها لن تحفل بها ولن تلقي إليها قشة من اهتمام، لكنه أراد أن يجرب، فتفاجأ فيما بعد بشدة تعلقها بها لاسيما بعد أن أخذت والدتها تقرأ لها محتوياتها ؛ بل وأصبحت الطفلة تصر دوماً على اصطحاب تلك الكتب معها في كل مكان، بل وكلما وفد إليهم ضيفاً من أقاربهم الذين ترتاح لهم جلبت له هذه المجموعة و عرضتها أمامه بكل خيلاء قائلة أنظر هذه كتبي. وليس هذا فحسب، بل وأحياناً تقص للجميع عن كل ما وقع على وعيها من أحداثٍ ووقائعٍ اشتملتها تلك القصص، هل لاحظتم ؟ الطفلة لا تقرأ!! ورغم هذا استوعبت مضامين تلك القصص.
بكل أسف.. أكثرنا في هذا المجتمع لا يقرأ.. ولا يساعد غيره على الأقل أن يقرأ!! يا أخي.. لا تفرض على أبنائك القراءة.. شكراً.. فقط وفر الكتب المناسبة لأعمارهم واترك الباقي عليهم.. سيقودهم الفضول إليها إن عاجلاً أو آجلاً.. كل المسألة كتاب أو كتابين تجلبهما للبيت مع كل راتب، والمكتبات تكتظ بكتب شتى، تهتم بالطفل على كل المستويات. قصص ملونة وجذابة .. من السيرة.. أو من الأدب العربي.. أومن الأدب العالمي، وكذلك كتب عن المهن والفنون والمهارات.. وعن الطيور أو الحيوانات. وأنواع كثيرة لا يمكن حصرها. المهم لا تترك بيتك خالياً من الثقافة.. لا تكن سبباً في توريث جهلك لهم. الكتاب ليس مجرد ترف،. الكتاب مربي جيد ومعلم مخلص.. وربما أب أفضل منك.
فإذا كانت ابنة صاحبنا في أول المقالة تعلقت بالكتب وهي لا تقرأ فما بالك بالطفل الذي للتو بدأ يقرأ.. سيلتهم كل ما يجده أمامه التهاماً.. ألا تلاحظ كيف لا يترك شاردة ولا واردة من لافتات الشوارع ولوحات المحال التجارية إلا وقرأها!! الطفل يريد أن يقرأ وللأسف لا نحسن استثمار هذه الإرادة. الطفل يملك من الذاكرة ما تمكنه من استيعاب المجلدات وأمهات الكتب ومع ذلك لا يجد بعضهم في بيته ولو قصاصة من جريدة.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *