تهويد القدس .. والصمت القاتل

Avatar

[COLOR=blue]حسين الديك[/COLOR]

يعتبر التهويد جريمة والجريمة لابد ان تقابل بردة فعل قوية لايقافها او منعها او عدم تكرارها ، وهذا وفقا لقوانين الطبيعة لان لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه ، ان المراقب للاجراءات الاسرائيلية اليومية في مدينة يقدس يدرك تماما ان هناك تغيرا في قوانين الطبيعة الفيزيائية ، فخلافا للقاعدة المعروفة التي ذكرناها نرى قاعدة جديدة ، وهي ان فعل و جريمة يرتكبها الاحتلال في مدينة القدس تقابل بصمت كبير وصمت قاتل ، والكل يعلم ان السكوت على الشيىء يعني ضمنا الرضى به ، فعهل يجب مقابلة تهويد القدس بالصمت ؟؟
ومن هنا نرى الجريمة ، ولكن حسب قوانين الكون فان الجريمة يقابلها الفزع والصراخ والضجيج والعويل والاستنكار والاستنفار ، وهذه سمة النفس البشرية التي تنفر من الظلم والابتزاز والاذى، ولكن المفارقة في مدينة القدس عجيبة ، وكأن الطبيعة تسير بشكل مختلف مع هذه المدينة الجريحة فنرى الجرائم التي يرتكبها الاحتلال يوميا في مدينة القدس ولكنها تقابل بصمت قاتل على المستوى المحلي والدولي وانني اتعجب لهذا الصمت؟ فهدم البيوت في الشيخ جراح وسلوان والطور ، والقناة التي تفصل العيسوية عن التلة الفرنسية ، والعائلات التي تٌجبر على هدم بيوتها بايديها خوفا من تحمل نفقات الهدم لبلدية الاحتلال ، والبيوت التي تصدعت في البلدة القديمة جراء الحفريات الاسرائيلية تحت الارض بحثا عن الهيكل المزعوم ، وتدنيس الحرم القدسي وساحاته من قبل المستوطنين ، وسحب الهويات من المقدسيين ، وفرض الضرائب الباهضة على المواطن المقدسي ، وعدم الاعتراف ببعض الشهادات العلمية للطلبة المقدسيين الذين يتخرجون من بعض الجامعات الفلسطينية، واغلاق بوابات الحرم ومنع المصلين من الصلاة ، ومضايقة طلاب جامعة القدس ابو ديس، كل هذه الاجرات التعسفية التي يقوم بها الاحتلال تهدف الى طرد المواطن المقدسي من مدينته والسيطرة عليها بالكامل وتاكيد ادعاءاتهم المزعومة في المدينة المقدسة.
انني ارى ابناء القدس وحدهم يدافعون عن المدينة المقدسة ، هؤلاء الذين نصبوا انفسهم شهداء مع وقف التنفيذ في الصمود في مدينتهم ودفاعهم عن اولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، ولكن اين الاخوة والاشقاء من الفلسطينين والعرب والمسلمين؟ لقد تعلمنا منذ الصغر بان بلاد العرب اوطاني من الشام لبغداد ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان؟؟ وقد تعلمنا ايضا الحديث الشريف مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد اذا اشتكى منهم عضو تداعا له سائر الجسد بالحمى والسهر؟ ولكن الاقصى ينزف في هذه الايام والقدس تصرخ ، فهل من مجيب؟؟ اين جماهير شعبنا الفلسطيني من القدس في هذه الايام ، اين الاحزاب والتنظيمات الفلسطينية ، اين المؤسسات الاهلية الفلسطينية ، اين الاتحادات النقابية والشبابية ، اين جيش المثقفين الفلسطينين ، لم ار مقالا وحدا في الصحف الفلسطينية الورقية او الالكترونية حول القدس يتحدث عن المعاناة اليومية للمواطن المقدسي؟؟ هل انحرفت البوصلة؟؟ ام ان البوصلة لدى هؤلاء لم تكن يوما من الايام موجهة نحو القدس ؟؟ ام ان الممول يريد ان تكون البوصلة في هذا الاتجاه او ذاك؟؟ لدينا جيش من الكتاب والاساتذة والنقاد والمحليين والمفكرين والناشطين والباحثين ؟؟؟ ولكن اين دورهم في الدفاع عن القدس او ابراز معاناة المقدسيين المعذبين ؟؟ لدينا احزاب وتنظيمات مخضرمة ولكن اين القدس من اجندة هذه الاحزاب والتنظيمات؟؟ تخرج الالاف في ذكرى انطلاقة التنظيمات الفلسطينية لتهتف لهذا التنظيم او ذاك ولكن ومن يهتف للقدس او يخرج لنصرة القدس؟؟ . انه صمت قاتل … تهويد للمدينة المقدسة ، وسكون على الجانب الاخر مخالف للطبيعة التي خلق الله الناس عليها ، اترك للاجيال ان تفسر وتحلل هذه الظاهرة الكونية الغريبة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *