أمل عبدالملك
يثير العنوان تساؤلات عدة، فماذا نقصد بالتهميش الإنساني..وكيف يكون هذا التهميش.. ومن هم الناس المُهمشون.. وكيف يمكننا تفادي هذا التَهميش..!!!
وقد لا تتشابه إجابات هذه التساؤلات لدى الجميع.. فكل ينظر للتَهميش الإنساني من منظوره الخاص وحسب احتياجاته ومعاناته.. وليس هناك إجابة صحيحة أو خاطئة.. بل كلها تحتمل الصواب.. لأنها تعكس قناعات الآخرين!!
من هو المُهَمّش؟؟ يُفسر معجم المعاني للغة العربية الفصحى التَهميش بأنه من أصل الكلمة هَمّشَ ومعناها كَتب تهميشاً على حاشية الكتاب، أي ما يُدون من تعليقات وملاحظات على الهامش. وورد أيضا في المعجم: حاول تهميشهُ أي جعله على الهامش أي عدم إعطائه أهمية، إذاً التَهميش هو رَكنْ أحدهم على الجانب ووضعه في خانة الهامش واللااهتمام، وعدم تقدير ذاته وتاريخه، وعدم إعطائه أية مهام، وعدم الاستفادة منه، وعدم احترام وجوده، وعندما نقول تهميش الإنسانية فإننا نقصد عدم إعطاء أهمية للإنسانية وعدم احترام آدمية الشخص وعدم احترام حقوقه، وهذا ما يدخل الإنسان في مرحلة نفسية صعبة قد تؤدي إلى الاكتئاب إذا ما حاول تجاوزها بثقته بنفسه وبمحاولاته لإشراك الناس في حياته، وقد نذهب إلى معنى يُفسر تَهميش الإنسانية بعيداً عن التجارب الشخصية ونسمي ما يحدث في بعض الدول تهميشا بل قتلا للإنسانية والآدمية وعدم الاعتراف بوجود شعب يستحق الحياة فتطالعنا الأخبار يوميا بأبشع الصور التي تعكس مدى انعدام الإنسانية في قلوب البعض وما يحدث في سوريا أكبر دليل على ذلك!!! كيف يكون التَهميش؟؟ للتهميش عدة أوجه فمثلا قد يُهَمّشْ الأب أبناءه في المنزل فلا يشاركهم حياتهم ولا يمنحهم فرصة مشاركة القرارات، وقد يُهَمّشْ الزوج زوجته فلا يترك لها مساحة لإبداء رأيها في تقرير مصير الأسرة أو حتى مصيرها وقد يتعامل معها وكأنها قطعة أثاث في المنزل فلا يشعر بوجودها، وأكثر التَهميش نلاحظه بين الجيران هذه الأيام فالجار لا يعرف عنه جاره شيئاً كما وأنه يتهرب من ملاقاته، واختلفت مفاهيم الجيرة كثيرا والجميع هَمّش حقوق الجيران، ومن أوجه التَهميش كذلك تهميش الموظف خاصة عندما تسعى الإدارة إلى تطفيش موظف ما فتسعى إلى تَهميشه ليترك العمل ويعود ذلك إلى الكثير من الأسباب أبرزها نفسية المدير وغالباً ما تكون أسبابا شخصية، الأصدقاء أيضا يُهمّشون بعضهم أو أحدا من شلتهم لأسباب ما، فيتم استبعاد الصديق بإبعاده عن المشاركة في التجمعات اليومية وغيرها. المُهمشون كثر بيننا وقد يكون فردا ما أو شعبا مختلف الأطياف ولا يشعر بألمهم إلا المُهمّش نفسه، وطالما بقي صامتاً فسيظل مُهمّشا.. فالبعض يستغل صمت الشرفاء ليصعد بغوغاء فيدمر كل ما هو جميل ويعكس كل المفاهيم السامية!!!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *