تنمية المراكز على حساب الأطراف

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد طالع [/COLOR][/ALIGN]

تعاني أغلب التكوينات المجتمعية والتشكلات السكانية من مشكلات مختلفة, ولعل أبرز ما تعانيه تلك الثقافة السائدة من حيث الاهتمام بتنمية المراكز والذي يأتي في حالاتٍ كثيرةٍ على حساب تنمية ورعاية الأطراف, الأمر الذي يجعل من قاطني الأطراف يتململون, وعادة ما يترجم تململهم إلى عدةِ نتائج يعبرون بها عن خلجاتهم التي تئنُ أساساً من خلال احتياجاتهم المتنامية وفقاً لما يرونه تحقيقاً للعدالة الاجتماعية وتساوي الفرص.
هذه الممارسات لا تفرز لنا إلا مزيداً من التعقيدات الاجتماعية والتي تتحول لمشكلات مستقبلية عادةً ما تكون مستعصية الحلول, كما أن النظريات الجغرافية توصي بمد يد الرعاية والاهتمام إلى الأطراف والأرياف من أجل مكافحة الهجرات السكانية من الأرياف والأطراف للمدن والمراكز, وعلى صعيد الواقع؛ لا أحد ينفي قدرات ومهارات أتت من الأطراف بل وفي حالات كثيرة فإنها هي الرافد الأساس للمراكز, على سبيل المثال الاهتمام بالناشئة وتوفير ما يستوعبهم من نوادٍ رياضيةٍ وثقافية تجعلهم يفرزون ما لديهم من إبداعات في أماكنهم دون الحاجة إلى الانتقال للمراكز للحصول على الفرص, وأيضاً من باب توزيع الفرص وتكافؤها, كما أن في ذلك حلاً جذرياً لمعضلات مجتمعية من أهمها الانفجارات السكانية وغلاء المعيشة.
مناطق الأطراف تطمح أن تشكل رافداً تنموياً وتلعب دوراً بارزاً يوازي ما تقدمه المراكز ولكن من مواقعها. تتحدث مناطق الأطراف في مناشدات مستمرة, وإزاء تلك التحركات تتحصل على وعود بالتنمية ومد يد الرعاية, بعض هذه الوعود يمتد لعشرات السنين ولم يُكتب له التحقق, ومازالت ماضية في سبيل تحقيق غايتها, إزاء غاية تنمية الأطراف والاهتمام بها ورعايتها, لا نمتلك إلا أن ننادي ونؤيد أحقيتها في الحصول على مبتغاها, إذ إن مناطق الأطراف مازال يحدوها الأمل في أن تنالها الرعاية اللازمة يوماً ما, وما توانت في ملاحقة ذلك الحُلم, يحدوها الأمل يوماً ما أن تتم ترجمة آمالها إلى واقع ملموس ورفع آلم النسيان والتهميش.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *