تنمية الذات
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد حامد الجحدلي [/COLOR][/ALIGN]
إذا أمعنا النظر في بعض النماذج الحية لدول العالم ، والتي بلغت أرقى المستويات الحضارية ، بما يعزز الأهداف التي ساهمت في وصولها لتلك المستويات المتقدمة ، لنجد الاستراتيجيات التي بَنَتْ عليها أهدافها وتطلعاتها ، لم تخل من قيم تربوية ومهارات في تنمية الذات ، وهذا مكمن السؤال الذي نحن بصدده ، وهل ما وصلوا إليه جاء من فراغ ؟ ولنا أن نصيغ حزم من أسئلة مماثلة ، حرصا على أجيالنا وصناعة مستقبلنا ، وإذا كانت الشفافية تفرض نفسها في مثل هذه الرؤى المتداولة فالأهم هو الابتعاد عن لغة الأنا وإننا أو بعضنا المعنيون بتزويد المجتمع بهذه المفاهيم ، فلسنا والله ! أوصياء وإنما تأخذنا الغيرة على تربية أبنائنا ، ولا يمكن أن نوجه النقد للمجتمع أو الثقافة الأسرية أو نتاج المؤسسات التربوية ، فالجميع يشترك في هذه المنظومة ، فالكل له الحق بالإدلاء برأيه والصورة الايجابية التي يتمناها لأبنائه ، ويشكل المجتمع في تعاونه وتكاتفه أبرز خلاصة تجاربه الرائدة ، ويضيف عليها من تجارب الآخرين بما يتناسب مع القيم والعادات والتقاليد الاجتماعية الإسلامية الأصيلة في مجتمعنا السعودي .
وهو ما يتمناه الجميع ويحرص عليه من أجل مستقبل أفضل لهذا الوطن ولأبنائه ، وهناك من المؤشرات يطول بحثها لكنها في نظري أن َّهناك من هُمْ أكثر معرفة بها ، لتتحدد مسؤولية تبادل الأدوار بين أفراد المجتمع بشرائحه الوظيفية والأكاديمية والتربوية ونخبه الثقافية ولجانه التطوعية من رجال الفكر وتجارب الحياة ، الذين لازالوا قادرين بعون الله على المشاركة بما لديهم من انتماء وطني ، فالأعمال التطوعية لا تقتصر على الأزمات الطارئة وتقديم المساعدات العينية وإنما تقديم الفكرة الرائدة التي يكون لها صدى لدى أفراد المجتمع وتجد التأييد من ولاة الأمر ، وكم كنت أتمنى أن تتبنى مراكز الأحياء بتجاربها المتميزة ، التي نستطيع القول بأنها نموذجا فريدا حتى إنها خرجت من المدن الرئيسة وزحمتها لتنفذ أنشطتها لمحافظات وقرى خارج هذا النطاق الجغرافي المزدحم كما أسميته ، ولعل جامعاتنا وهي الفاعلة دائما في مثل هذه المشاريع أن تزيد من برامجها التثقيفية في دورات مسائية تنفذ في فترات مسائية على مستوى طلاب الجامعات بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ، لمزيد من غرس الثقة وتنمية الذات لدى شبابنا الذين نفاخر بهم أمام المجتمعات الأخرى .
التصنيف: