منيرة المتروك

حدثنا احد الزملاء عن تجربة زواج لم تدم أكثر من أسبوع من فتاة قامت عائلته باختيارها وفق شروط معينة توافق رغباتهم وأهواءهم . وبعدما تم الزواج وأثناء قيام الزوجين بالتنزه في إحدى مدن المملكة خلال فترة العسل قام الزوج كعادته بإعداد شيشته التي اختارها كترويقة لمزاجه .. وبعد مرور اقل من لحظات وحينما رأت الزوجة دخان الشيشة ينطلق من فم زوجها بطريقة مريحة لنفسه وباعثة الى سرور داخلي و التي بدورها أوحت للزوجة ان شيئاً مثيرا للريبة قد ارتكبه زوجها.
لم تستطع الزوجة التي اعتادت كمثيلاتها من الفتيات على الخجل والتحدث بصوت خافت خلال فترة العسل والتي تسبق البصل .! ثارت ثائرة الزوجة التي نفضت بساط الخجل جانباً وصارت تصرخ بشده ما هذا ؟ مخدرات .. نشب نزاع وخصام بين الزوجين حول مشروعية ذلك من دونه اتصلت على إثره الفتاة بذويها لاستلامها لأن هذا الزوج في نظرها ليس أهلا للزواج وأنه منحرف وغير سوي سلوكياً .
من الطبيعي أن تعيش الفتاة تياراً مضاداً لتيار ذويها او مختلفا نوعيا او كليا عن الذي عاشته وسط أسرتها لكن أن تقلب الطاولة على زوجها وتنتفض وتقيم الدنيا رأساً على عقب بسبب مشروع ايدوليجيا معين دأب ذووها على تلقينها إياه منذ الصغر وافهامها ان كل شي حدثي تشوبه الشكوك في مشروعيته وأنه من الأفضل الابتعاد عنه درءاً للمفاسد والشبهات وحتى أبسط الأشياء وأيسرها صارت أموراً مريبة .. فكيف ستتقبل الفتاة مجتمعها الذي يعج بأعداد ليست هينة من المدخنين والمعسلين والمشيشين الذين اختاروا ذلك سبيلاً للهروب من ضغوطات الحياة التي باتت تزداد حدة يوما بعد يوم حسب آرائهم.
بل كيف ستنصت للرأي الآخر وكيف ستصف شعورها بشفافية ودقة ووضوح وتضع رأيها وتنتقد وتناقش إذا كان كل شيء حاضرا مسبقا في ذهنها خلف نظارة سوداوية كتب عليها «من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه» نعم من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه ولكن ان ألقي بنفسي في جرف الهاوية وانتقل من زوجة الى مطلقة بسبب آراء وقناعات ما أنزل الله بها من سلطان .
فتيات يعشن غربة فكرية تعشش عليها قناعات ومعتقدات خارج العقيدة أحالت فضاء حرياتهن الى سجن حالك الظلمات امتدت آثاره على بصيرتهن فانطلقن يتفوهن بكل نبذ وإقصاء.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *