•• فاجأني أحد الزملاء الذي كان مسؤولاً عن صفحة ثقافية في إحدى الصحف.. بأن كان لديه قائمة من الأسماء مطلوب عدم ظهورهم في تلك الصفحات الثقافية، وكان معظم بل كل القائمة كانت تشمل، إما على قاص أو كاتب ثقافي، وانه كان حريصًا -أي المحرر- على تنفيذ ما طلب منه، وإن كان ذلك أوقعه في إحراجات عديدة ممن كانوا يشكلون أصدقاء له أو معرفة.. وكان للخروج من هذا الموقف أن يطلع المحتج على تلك القائمة طالباً منه عدم الإفصاح عما عرف.
عندها بالفعل شعرت بالصدمة وأنا أعرف كل هذا لأنني لا أتوقع أن يمنع كاتب من ممارسة عشقه الكتابي لكوني لا أرتاح له.. إن الارتياح، وعدمه أطبقه في مسائل أخرى مثلاً لا أدعوه إلى منزلي أو “أناسبه”، لكن ان استغل موقعي في جريدة -ما- وأمارس هذا الأسلوب، هذا هو العمل المذموم، والذي يدل على عدم مهنية خالصة.
إن عدم السماح للنشر -لزيد- فقط لأنه لا ينزل لي من -زور- كما يقال فيه تجنٍ على “زيد” هذا.
أذكر ذات يوم لأستاذنا -رحمه الله- محمد صلاح الدين، وكان يومها مديراً للتحرير في الزميلة جريدة المدينة، وكان نجماً ساطعاً في شارع الصحافة أن قدم له أحد الزملاء، وكان يومها مسؤولاً عن الثقافة موضوعاً لكاتب كان هذا الكاتب شن هجوماً قاسياً على “محمد صلاح الدين” في إحدى الصحف ففوجئ الزميل بالأستاذ أجاز الموضوع للنشر قائلاً له أن الصحيفة ليست لي إنها ملك للقراء.. تلك أمة قد مضت.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *