[ALIGN=LEFT][COLOR=royalblue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

يعتبر الفساد الوباء العصري الذي يهدد كثيراً من المجتمعات ويشتد عوده بناء على وفرة المال وحجم الأنظمة الرقابية، سرعة التقاضي وعقوباته التي قد تكون من مشجعات الفساد بمختلف أصنافه، هنالك فاسدون في مختلف الوظائف والتخصصات ولكنهم أفراد أو مجموعات صغيرة متناثرة وعددهم لا يصل لأن يكونوا طبقة فساد، في حين تجد أن المفسدين وهم من يشجعون الفاسدين ويؤازرونهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون وبسبب عددهم الهائل يستطيعون تكوين طبقة في المجتمع أسميها المفسدة.
الطبقة المفسدة خطرها على المجتمع قد يفوق ضررها الفاسدون أنفسهم بحكم أن الفاسد قد تعاقبه وتعيد الأموال التي سرقها أو تنهي الوسائل الفاسدة التي كان يستغلها الفاسدون، ولكن المفسدين ولكثرتهم وتغلغلهم في مختلف مناحي الحياة تجدهم يؤسسون لفساد يتخطى المال ليصل إلى تحويل بعض ممارسات الفساد لتصبح جزءاً من الحياة لا يجزع منها أحد وتُنشأ عليها الأجيال العربية.
وقد نستغرب أن من أكثر المفسدين يأتي متعلمين ومتخصصين وبعض من يُسمع لهم، يحدث هذا عندما تجدهم يطلعون على ممارسات فاسدة ويجدون لها مبررات خاصة منها أن الجميع يفعل هذا، طالما أنه يأخذ من أموال الدولة فلا بأس، يبررون الخيانة والخداع على أنها شطارة وتجارة …ألخ هكذا هم يتحدثون فتتحول هذه الجرائم لممارسات مقبولة ولو على نطاق العائلة والشلة ويعرفها الأبناء.
ولتحرير المجتمع العربي من أثار وأضرار الطبقة المفسدة وتقليل حجمها حتى لا تبقى كطبقة مؤثرة، أجد أن للإعلام دوراً هاماً في هذا تساعده فيه الأنظمة المتشددة في معاقبة الفاسد وضرورة التشهير به/بها وبالضرورة رصد حوافز إدارية ومالية مجزية لمن يكشف عن عملية فساد وتكون المكافأة بحجم ماتم حمايته وبنسبة معروفة ليصبح الفساد غير مجدٍ للفاسد وكشفه ومكافحته مجدية جداً للمواطن العربي في أي مكان.
عيد سعيد
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *