[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

•• ذات يوم أخذته قدماه وصديقه القادم من إحدى الدول العربية الى المسجد النبوي الشريف عندما لفت نظر \”رفيقه\” تلك العمارة المبهرة للمسجد الذي راح يتأمل تلك – القدرة – المهنية في ذلك البناء – البهي – فقال له:نعم لقد استطعتم أن تقدموا للعالم الاسلامي هذه – العمارة – الشامخة للاماكن المقدسة بهذه العناية الفائقة انكم بحق اهل لخدمة بيوت الرحمن .كنا لحظتها تجاوزنا باب – جبرائيل – فلذنا بالصمت المهيب.. أخذنا طريقنا الى الروضة المشرفة تجاوزنا اكثر من واحد كان – في سبات – عميق او من يحاول ان \”يتناوم\” بدت على ملامحه بعض علامات عدم الارتياح لهذا المشهد لكنه لم يقل شيئاً وصلنا الى \”الروضة\” بالكاد وجد له مكانا بين الراكعين والساجدين والمسبحين لم اكن اتوقع ان يكون هناك زحام في مثل هذا الوقت من الظهيرة.

\” 2 \”
•• توقفا امام شباك المواجهة الشريفة راح يردد على مسامع ضيفه بعض عبارات الزيارة التي حفظها عن ظهر قلب.. كان بعضهم أمام المواجهة يوجه الآخرين في كيفية – الزيارة – وما هي سلوكيات الزائر . بعد ان أتما \”الزيارة\” أخذا طريقهما الى خارج المسجد، ران صمت ثقيل عليهما لم يقطعه الا ذلك الذي مد يده لهما وهو يردد بعض الدعاء طالبا منهما العون والمساعدة: عندها نظر اليه في تساؤل من هذا؟.
ادرك ما يرنو اليه من تلك النظرات المستغربة فقال انه أحد – المقيمين – .
فقال ولماذا يسمح له بان يمارس هذا العمل المشين وفي هذا المكان الطاهر النظيف. انه يرتدي زياً وطنياً لم أحسبه إلا مواطنا لا مقيماً.
قال له ان هذه – قصة – طويلة – لها بداية ولا يبدو ان يكون لها نهاية حتى الآن كما يلوح لنا.
قال: انا من بلد شقيق لكم ويعز عليَّ ان ارى مثل هذه المناظر في هذا المكان المقدس .. لم يعرف ماذا يقول له او يبرر له عن علاج هذا الواقع فلاذ بالصمت.

\” 3 \”
•• فجأة أخذ يمسكه من \”كتفه\” كأنه تذكر شيئاً آخر رآه داخل المسجد عندما قال له أريد ان اقول انني رأيت شيئاً غريبا امام – الشباك – الشريف كنت أشاهده من بلادنا على شاشة \”السنه\” التي استطاعت ان تنقلنا الى هذه الاجواء الرحمانية بذلك النقل الحي والمباشر فكنا نتوقف امام مشهد أولئك الجنود\” ونسأل ما هو الداعي لوجودهم هنا؟.
قال له انهم لتنظيم الحركة وانت تعرف ان هناك من هو لا يقدر هذا المكان ويمكن يتسبب في مضايقة الاخرين لهذا فان تواجدهم ضروري في هذا المكان.
نظر اليه وقال بالعكس انني أرى ان تواجد \”جنود\” بزيهم الرسمي يعطي المشاهد على الشاشة من بلاد بعيدة معنى آخر غير هذا الذي تقوله.. انني آمل ان يختفي\” الزي\” الرسمي وان يبدل بلباس \”مدني\” مميز يمكن هؤلاء من اداء مهمتهم دون اعطاء الاخرين الاحساس بان هناك – جنوداً – داخل المسجد أيضا.. ران عليهما ظلال صمت.

\” 4 \”
•• راح يفكر في ملاحظته وقال لنفسه لماذا لا يتم اختيار – زي – موحد لهؤلاء الجنود؟.. كأن يكون يرتدي كل واحد منهم جلبابا – لنسميه – جبة – أو دقلة بلون موحد ونبعد عنهم \”زي\” الجنود ليكون ذلك أوقع بل وإبعاداً من استغلال المغرضين المتربصين بنا في خارج البلاد من تفسيراتهم الكاذبة التي يروجونها عن وجود هؤلاء الأفاضل في هذا المكان الشريف .. انه أمر يستحق التفكر فيه .. هكذا قال في نفسه.

•• آخر الكلام
كثير من الآراء تحتاج الى توقف امامها بكل جدية وأخذها للمكان الصحيح.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *