تغير العرب !
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الرحمن المطيري[/COLOR][/ALIGN]
من يمعن النظر في تاريخ العلاقة السعودية المصرية طوال عقود مضت سيجد أنها ترتكز على مشاركة الدين الواحد واللغة قبل ظهور مصطلح المصالح السياسية و الإقتصادية و التي تحتم عليهما أن يكونا متحدين طوال الوقت أمام شعوب العالم وينبذان بشدة أي محاولة داخلية أو خارجية لزعزعة أو شرخ خط هذه العلاقة التاريخية , لذا كان من باب أولى أن تتحمل الحكومة المصرية الحالية كاملة ورغم الوضع السياسي الهش هناك حماية السفارة و القنصليات السعودية على أرضها بكل حزم من أي إعتداء همجي يقف خلفه مجموعة من البلطجية أو أشخاص قد قبضوا الثمن مسبقاً لأهداف سياسية من مصلحتها أن يختلف السعوديون مع المصريون ! لكن المسؤولين في مصر كانت نظرتهم رغم ذلك قاصرة و محبطة تجاه ما تعرضت له السفارة السعودية من إعتداء و شتم لموظفيها ومحاولة عشرات الغوغائيين لاقتحامها فلم يصدر منها أي تعقيب على ما حدث إلا بعد مرور إسبوع كامل , لا بد أن يسأل المصريون أنفسهم لمصلحة من أن تغلق السعودية سفارتها ؟ وهي الدولة التي و قبل أسابيع قليلة دعمت حكومة مصر بمبلغ يقارب الثلاثة مليارات دولار ليتجاوز مرحلة مبارك ويقف من جديد وهو ليس الدعم الأول ولا الأخير , ألا يعلم المصريون أن كل ريال تدعم به السعودية اقتصادهم ما هو إلا على حساب التنمية السعودية ؟ و رغم ذلك سيظل ما يدفع لمصر و شعبها في نظر السعوديين قليلاً ولا يساوي شيء لأن ما يجمعهما أكبر من المال نفسه , لا يمكن أن يكون المواطن المصري جاهلاً لدرجة أن يظن بأن المحامي الجنزوري مظلوماً و أن الحكومة السعودية قد تعمدت ما حدث له ! كيف لمسافر قد أتى لأداء العمرة كما يقول أن لا يكون مرتدياً إحرامه كغيره من المسافرين وهو الذي اعترف بجرمه في حضرة أحد مسؤولي السفارة المصرية في السعودية ؟ إن مشكلة كهذه قد تحدث لمواطن سعودي في مصر أو في أي دولة أخرى لكنها حتماً لن تتسبب بإغلاق سفارة أو سحب سفير والسبب بكل بساطة لأن السعودية تحترم القوانين و تثق في عدالة قضاء تلك الدول وهذا بالتحديد ما على المصريين أن يقوموا به و يفهموه .
[email protected]
التصنيف: