تغريدة آل الشيخ .. قراءة مختلفة
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن آل فرحان [/COLOR][/ALIGN]
حينما تكون الغاية من الكتابة رفع الظلم أو التحذير منه أو للفت الانتباه تجاهه فلا شك في نبل تلك الغاية بل إنها تعد أم الغايات وذروتها ، لكن بشرط ألا تقترن تلك الغاية بالتدليس واعتماد مبدأ التضليل أو حتى الخطأ وسوء التقدير ، فعلى سبيل المثال .. تلك التغريدة المثيرة للكاتب محمد آل الشيخ كانت متضمنة رفع معاناة البطالة عن السعوديات وهي غاية لا يختلف فيها عاقلان على أنها غاية نبيلة يشترك في هم تحقيقها لا أقول معظم بل كل فئات المجتمع لكن اقتران تلك الغاية بمزاعم الرذيلة وممارسات الدعارة وضع نبل تلك الغاية على محك الشك والريبة.
إذا ما أمكننا تجاوز فرضية التدليس وتعمد الكذب احتراماً للكاتب فلا مناص من استحضار فرضية سوء التقدير التي ربما كانت سبب وقوعه في هذا الخطأ الفادح ، ولا أشك لحظة واحدة في مقدرة آل الشيخ في إدراك مغبته لو أنه فقط استحضر ولو لبرهة قصيرة قيمة عبارة « فتاة سعودية « أو « فتيات سعوديات « على صعيد الفبركة الترويجية واستمالة الضحايا في الإنترنت مثلاً لما غرد بتلك التغريدة الجريئة ،إذ أنه بمجرد أن يورد شخص ما أو جهة معينة مفردة «سعوديات» ضمن أي عنوان إلكتروني فسيتحول هذا العنوان إلى مرتع خصب للفضوليين من أي مكان في العالم !! لا لشيء .. إلا لأن هذا العنوان يتضمن هذه المفردة ، ومن لم يصدق فليجرب ذلك بنفسه ..كل ما عليه أن يضع رابطاً ويدرج معه جملة (فتيات سعوديات يجلسن في – لا أقول في مرقص أو شقة دعارة – بل ليقل في حديقة أو شارع عام ) .. ثم يدرج ذات الرابط مع حذف مفردة سعوديات في مكان آخر .. ثم يقارن أيهما يحرز أكبر قدر من الزيارات. وهذا ما فطنت إليه الكثير من المواقع المشبوهة سيما التي أنشئت على هذا الأساس ، وهو تعدد الزيارات وعدد مرات الدخول كمدونات الترفيه المحرم التي أصبحت دعاياتها مدججة كذباً وزوراً بتواجد السعوديات ضمن قائمة تلك الخيارات الاستهلاكية الرخيصة التي كانت باباً يدلف عبره الملايين من الزوار الذين يمطرون تلك المواقع بملايين الدولارات . فإذا كان هذا هو حال العالم الافتراضي ( الإنترنت )فمن باب أولى أن يكون كذلك وأشد بالنسبة للحياة الواقعية ،فمن غير المعقول أن تفرط مؤسسات ومافيا الدعارة والاتجار بالجنس هذا الطعم الجذاب سيما في الشرق الأوسط وبالتحديد منطقة الخليج ، إذ لا يتطلب الأمر أكثر من تجنيد فتيات من أية جنسية أخرى للقيام بهذه المهمة وإيهام المرتادين لأوكارهن بأنهن من هذا البلد أو ذاك .
ثم حتى لو سلمنا جدلاً أن الفتاة السعودية سهلة المنال – وحاشاها ذلك – ومن السهل تسليعها ضمن مسارات الاستثمار الإباحي والترفيه الجنسي تحت وطأة البطالة وضيق العيش فإن العقل يأبى ذلك ..فهناك الكثير من العراقيل البالغة في التعقيد التي من شأنها الحيلولة دون وقوع هذا الأمر ؛ أقلها العراقيل الاجتماعية والإدارية والتنظيمية التي تجعل من تجاوزها بالنسبة للمرأة الواحدة داخل وخارج السعودية في منتهى الصعوبة .. فما بالكم بالعشرات أو المئات لكي يبدو الأمر شبيهاً بالظاهرة كما صورتها لنا تلك التغريدة.
ومن هنا أعيد تأكيدي على أن ما أورده محمد آل الشيخ في تغريدته كانت وكزة في خاصرة غايته النبيلة في رفع الضر عن العاطلات إلا إن كان لديه ما يجبرنا على تصديقها والقبول بها ما يدفعنا لرفع مظنة تعمد الكذب والتدليس أو في أهون الأحوال مظنة الخطأ وسوء التقدير سيما وأنه لا زال يصر على يقينية ما نطق به . على أية حال سواء تعمد التضليل أو أساء التقدير فإن ذلك لن يعفيه من تبعات الأمرين على الأقل فيما يخص تفسير كلمة ( انتشار ) التي تضمنتها تغريدته والتي لا يخطئ فيها اثنان على أنها تفيد التفشي .
Twitter: ad_alshihiri
التصنيف: